بسبب السيول.. تحذير من وضع مأساوي في غات

0
214

حذرت الهيئة الليبية للبحث العلمي من تحول الوضع إلى “مأساوي” في مدينة غات مع تعرض المنطقة الجنوبية للسيول، مؤكدة أن البلدية شهدت ظاهرة طبيعية شائعة في نهاية الصيف وبداية الشتاء، حيث تتزايد فيضانات الأودية عادةً خلال هذه الفترة.

وأضافت الهيئة في تقرير لها، عن السيول التي اجتاحت غات ومناطق بالجنوب يومي الخميس والجمعة الماضيين التقرير أن الوضع لم يخرج عن السيطرة، إذ بقي منسوب المياه في وادي إيماضريون المتصل بوادي تانزوفت الكبير ضمن الحدود الطبيعية. 

وأوضح التقرير، أنه تم إجلاء بعض العائلات في بلدية تهالة، نتيجة وصول السيول إلى منازلهم، بينما لم تُسجل أي خسائر في الأرواح، مضيفاً أن بلدية تهالة تقع على بُعد كيلومترات قليلة من سلسلة جبال أكاكوس من الشرق، مما يجعلها عرضة للسيول القادمة من وادي تانزوفت الكبير من الجنوب ووادي تاهرمت من الغرب.

وأشار التقرير إلى أن الموقع الجغرافي لتهالة يعرضها للخطر حتى في أبسط زخات المطر، خاصة القادمة من جبال أكاكوس. 

وفي بلدية غات، تدفقت السيول من وادي إيماضربون شرق المدينة، واجتاحت منازل الشركة الصينية وحي العروبة، اللذين يبعدان 300 متر و2 كيلومتر عن مركز المدينة. وحذر التقرير من أن زيادة حجم السيول قد يؤدي إلى تحول الوضع إلى مأساوي في بلدية غات المدينة.

وبحسب التقرير، لا تزال السيول تجري في أودية بلدية البركت المعتادة دون خروج عن المألوف، رغم محاصرتها لحي تنجرابن، مضيفاً أن انقطاع الكهرباء والاتصالات عن المدينة يعد أمرًا طبيعيًا نظرًا للبنية التحتية الضعيفة، حيث قد يؤدي توافر الكهرباء في هذه الظروف إلى نتائج عكسية وكوارث.

وأشار التقرير إلى أن السلطات قامت بإجلاء السكان من المناطق المتضررة والمناطق المتوقع غمرها بالسيول، موضحًا أن غات تنقسم إداريًا إلى أربع بلديات رئيسية: غات المدينة، تهالة، العوينات، والبركت التي تعد الأكبر من حيث عدد السكان.

وفيما يتعلق بالمخاوف من الفيضانات، ذكر التقرير أن فيضانات عام 2019 كانت تذكيرًا بالخطر المستمر الذي يهدد المدينة، خاصة بلديات البركت وغات وتهالة التي تُعتبر المصب النهائي للسيول.

كما أوضح التقرير أنه قبل عام 2008 كانت الأودية تفيض سنويًا بين يوليو وسبتمبر، وكانت التربة الجافة تمتص كميات كبيرة من المياه، ومع تغير المناخ منذ عام 2009، أصبحت الأمطار تهطل بشكل متقطع، مما أدى إلى تشبع التربة وزيادة سرعة تدفق السيول وانتشارها على مساحات واسعة.

وفي ختام التقرير، دعت الهيئة إلى ضرورة التعامل بحذر مع مسألة تعديل مسارات الأودية، وتجنب الأساليب العشوائية مثل حفر السدود الترابية دون دراسات علمية دقيقة، مؤكدةً أن الحل الأمثل يكمن في إجراء دراسات شاملة لمناسيب الوديان وتحديد المسارات المناسبة للسيول. 

وأضافت أن التكيف مع التغيرات المناخية والحد من مخاطر الكوارث أصبحا ضروريتين ملحتين في مدينة غات، مما يتطلب إعادة تخطيط المدينة لتقليل الخسائر في الأرواح والممتلكات في حال حدوث كوارث طبيعية مشابهة في المستقبل.