مع استمرار الميليشيات بغرب ليبيا.. هل يمكن للحكومة الجديدة إجراء الانتخابات؟

0
211

تعالت الأصوات في ليبيا مؤخراً حول تشكيل حكومة موحدة جديدة تقود البلاد لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لا سيما بعد اجتماع أعضاء مجلسي النواب والدولة الليبيان الموسع الثاني الذي عقد منذ أيام في العاصمة المصرية القاهرة.

واتفق أعضاء مجلسي النواب والدولة خلال اجتماعهم على التمسك بضرورة إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وفق القوانين المتوافق عليها والصادرة عن مجلس النواب، وتقديم مقترح خارطة الطريق لاستكمال باقي الاستحقاقات الضرورية للوصول إلى الانتخابات.

كما اتفقوا في بيانهم الختامي على تشكيل حكومة جديدة واحدة من خلال دعوة مجلس النواب للإعلان عن فتح باب الترشح والشروع في تلقي التزكيات ودراسة ملفات المترشحين لرئاسة حكومة كفاءات بقيادة وطنية جديدة تشرف على تسيير شؤون البلاد.

وأكدوا على ضرورة تكثيف الجهود وتوحيدها لإنهاء حالة الانقسام السياسي والمؤسساتي الذي يزيد من استشراء الفساد والغلاء والتدهور غير مسبوق للأوضاع المعيشية للمواطن.

وأعلن رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، دعم مخرجات اجتماع أعضاء مجلسي النواب والدولة، مؤكداً على تنفيذ ما جاء بيانه الختامي، والبدء في إجراءات تشكيل السلطة التنفيذية الجديدة.

ولكن السؤال المطروح الآن هل يمكن للحكومة الجديدة إجراء الانتخابات في ظل استمرار وجود الميليشيات بغرب ليبيا وسيطرتها على مقاليد الأمور فضلاً عن غياب الأمن والاشتباكات المسلحة التي تندلع فيما بينها بين الحين والآخر؟.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي الليبي، جبريل العبيدي، أن ليبيا لها عقد ونيف من الزمن تعيش وتحاول أن تتعايش بحكومتين متنازعتين على الشرعية والسلطة ومتخاصمتين على الأرض والمال العام والخاص في دولة واحدة، مما هدَّد سلامة وحدة أراضيها في ظل ظروف عالمية وإقليمية شديدة التعقيد قد لا يعنيها كثيراً توحيد أو انقسام وانشطار ليبيا إلى دولتين، أو حتى ثلاث، ما دامت المصالح الدولية والإقليمية تتنازع على ثروات ليبيا، وهو المحرك الحقيقي لحالة الصراع والتشظي السياسي في ليبيا.

وقال العبيدي، في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، إنه رغم أن شعار ماراثون القاهرة التأكيد على قوانين الانتخابات التي أنتجتها لجنة «6+6» مسبقاً، وتم تجميدها والقفز عليها من قبل مجلسَي النواب والدولة وحتى البعثة الدولية التي أعلن اجتماع القاهرة الغضب عليها، ورمى الفشل في حضنها، وكأن النواب في المجلسين كانوا مع الانتخابات وتسليم السلطة.

وتابع، حتى وإن نجح ماراثون القاهرة في إنتاج حكومة موحَّدة، فلن يتغير في الأمر شيء ما دامت الحكومة ستعمل كسابقاتها من العاصمة طرابلس الأسيرة لدى ميليشيات الإسلام السياسي وميليشيات الدفع المسبق والبنادق المستأجرة، مما يجعل الحكومة في حالة ابتزاز وارتهان مستمرة من قبل الميليشيات، فالأولوية لتفكيك الميليشيات وإخراج المرتزقة، لأنها ليست المرة الوحيدة التي يتم فيها توحيد الحكومة وتفشل وتنقسم مجدداً، وإلا «فكأنك يا أبا زيد ما غزيت»، وفق قوله.

ويرى مراقبون أن السؤال الأهم هل تعترف جميع الأطراف الليبية بنتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية حال إتمامها؟ ومن يضمن أن لا يحدث مثل ما حدث في عام 2014 عندما خسرت جماعة الإخوان في الانتخابات البرلمانية وحركت الميليشيات الموالية للقيام بأعمال تخريبية.