أنفقت الدولة الليبية منذ عام 2021 حتى نهاية 2023 قرابة 420 مليار دينار، وجهت معظمها لنفقات استهلاكية على حساب الإنفاق التنموي.
هذا ما أكده محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير، في خطابه الذي وجهه إلى رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، والذي علق فيه على كلمة دبيبة خلال الاحتفال بذكرى ثورة 17 فبراير والتي أشار فيها إلى الأوضاع المالية وسعر الصرف وزيادة المرتبات.
وقال الكبير، في خطابه لدبيبة إن زيادة إنفاق الحكومة أسهم في ارتفاع الطلب على النقد الأجنبي وارتفاع قيمة الدولار، مطالباً بترشيد الانفاق للمحافظة على احتياطات الدولة، ومؤكداً أن الاستمرار بنفس السياسات المالية سوف يزيد الأمر تعقيداً ويترتب عليه عجز مؤكد في الميزانية.
وأثار ضخامة المبلغ الذي انفقته حكومة الوحدة برئاسة دبيبة خلال الـ3 سنوات الماضية حفيظة الليبيين في مقابل ضعف الخدمات وتأخر الرواتب إلى جانب فشل الحكومة في إجراء الانتخابات.
وتعليقاً على حجم الإنفاق قال المترشح الرئاسي سليمان البيوضي، أن 420 مليار دينار كانت كافية لحل الكثير من الأزمات وتعزيز قيمة الدينار الليبي بدل انهياره وتسديد الدين العام المحلي ما سيحرك عجلة الاقتصاد الوطني ويعالج كل التشوهات فيه.
وأضاف البيوضي: “لقد فضحت رسالة اليوم أكذوبة عودة الحياة فالقيمة التي تحدث عنها المحافظ كافية لتنمية وتطوير كل شبر في ليبيا، هل لعاقل أن يصدق أن 420 مليار صرفت على شوي قطران وكم حديقة وألعاب أطفال!”.
ووفقاً لتقارير ديوان المحاسبة فإن حكومة دبيبة أنفقت أكثر من كل حكومات ليبيا مجتمعة من العام 2011 حتى 2020 ( جبريل والكيب وزيدان والثني والسراج والحاسي وخليفة الغويل ) فقد صرفوا مجتمعين 383 مليار دينار خلال 9 سنوات.
من جهة أخرى قارن الصحفي الليبي محمود المصراتي، ما انفقته حكومته الوحدة خلال الثلاث سنوات الماضية والذي يعادل 90 مليار دولار، بما قامت به الدول الأخرى من تنمية.
وقال المصراتي، عبر حسابه بموقع فيسبوك: “هل تعرفون ما معنى 90 مليار دولار ( كلفة برج خليفة 85 مرة – كلفة ملاعب قطر في كأس العالم 13 مرة – كلفة العاصمة الإدارية في مصر مرتين – كلفة مطار إسطنبول الجديد 4 مرات – كلفة مطار أبوظبي الجديد 6 مرات – كلفة مدينة الرياض الطبية 22 مرة – ميزانية تونس التي تعالجون بها لـ5 سنوات متواصلة ) هذا هو معنى المليار في حال لا علم لكم بقيمته”.
فيما أتهم آخرون محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير بالمساهمة مع رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة في إهدار المال، فهو من قام بصرف كل هذه المبالغ لحكومة دبيبة دون اعتماد ميزانيتها من مجلس النواب.