وجه رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الحميد دبيبة، اتهامات للحكومة المكلفة برئاسة أسامة حماد، بالتسبب في ضرب سوق العملة بالسوق الموازية وارتفاع أسعارها أمام الدينار الليبي.
جاء هذا خلال كلمة دبيبة، في اجتماع مجلس وزراء حكومته العادي التاسع لعام 2023 الذي عقد اليوم الخميس، في مدينة غريان.
وقال دبيبة، إن الإنفاق الحكومي الموازي تجاوز أكثر من 15 مليار دينار، ولا يخضع لأي جهة رقابية، مما ساهم في ضرب سوق العملة الصعبة.
وأضاف دبيبة، أن الإنفاق الموازي غير معني بالمرتبات وموازنات الدولة المالية وأخذ من أموال المودعين في المصارف التجارية.
وأشار إلى أن الإنفاق الموازي يشجع عمليات تبييض الأموال وتهريبها ويزيد الطلب على شراء العملة الصعبة في السوق السوداء.
وأكد دبيبة، التزام حكومته بسياسات مصرف ليبيا المركزي النقدية للحفاظ على قيمة الدينار الليبي وتوازن الاقتصاد الليبي.
وانخفض سعر الدينار الليبي أمام الدولار الأمريكي خلال الأيام القليلة الماضية بالسوق الموازية، حيث تخطى سعر الدولار حاجز الـ6 دينارات على الرغم من ثبات سعره بالسوق الرسمية عند 4.9 دينار.
وأرجع خبراء انخفاض ارتفاع سعر الدولار بالسوق الموازية لعدة أسباب، منها نقص المعروض من النقد الأجنبي، صعوبة الحصول على الدولار من المصارف الحكومية.
وعلى عكس ادعاءات دبيبة، يرى خبراء أن الإنفاق غير المسؤول من حكومة الوحدة تسبب في عرقلة المصرف المركزي من اتخاذ خطوات في تخفيض العجز من الدولار.
ومن بين الأسباب أيضاً، وجود خلل أو اختناقات بالسياسات النقدية النافذة، واحتكار بعض التجار للعقود الخاصة مع حكومة الوحدة بطرابلس، إلى جانب عدم وجود رقابة حقيقية ما أدى إلى انتشار تجارة العملة.
وعلى الجانب الآخر، أكد رئيس الحكومة الليبية المكلفة أسامة حماد، أن ما يقوم به تجار السوق الموازي للعملات الأجنبية من مضاربات وهمية بهدف رفع قيمتها، ما هي إلا محاولات يائسة ممن يقفون وراءهم بغية ضرب الاستقرار الاقتصادي والمجتمعي، وليستمر فسادهم الممنهج واستفادتهم غير المشروعة، وإيقاف حركة الإعمار والتنمية التي لن تتحقق مكاسبهم عبرها.
وقال حماد في بيان أصدره أمس الأول الثلاثاء، إن النقد الأجنبي متوفر وبالأسعار المحددة رسمياً عبر الأدوات الرسمية للدولة، وأن جميع المصارف دون استثناء تقوم بفتح الاعتمادات المستندية لمستحقيها، وكذلك استمرار عمليات شحن البطاقات الخاصة بالعملة الأجنبية للمواطنين تسير بشكل طبيعي وعبر جميع المصارف ودون استثناء.
وأشار حماد، إلى أن أغلب المدن الليبية تشهد حالياً طفرة غير مسبوقة منذ زمن طويل، من استتباب الأمن والاستقرار في شتى المجالات، بعد سنوات طويلة من الحروب والدمار والتي استغلها المستفيدون من مثل هذه الظروف من تجار الحروب والأزمات، في إثراء أنفسهم على حساب الشعب واستغلال معاناته.
وذكر أن ليبيا تشهد نهضة اقتصادية عظيمة، من خلال إطلاق عدد كبير من المشروعات الضخمة في العديد من عناصر البنية التحتية، مثل الطرق، والكهرباء، والمياه والاتصالات، وكذلك صيانة وتهيئة التجمعات السكانية المتهالكة، وتوفير معايير العيش الصحي الكريم بها، حيث تسير وتيرة العمل بسباق مع الزمن لتحقيق أكبر قدر من الإنجازات، التي تتطلبها المرحلة الحالية، وتحقيق أعلى معدلات التنمية المستدامة، لتوفير الحياة الكريمة لشعب ليبيا.