لقاء المنقوش يثير أزمة في تل أبيب.. المخابرات الإسرائيلية غاضبة!

0
270
وزير الخارجية الليبية تلتقي بنظيرها الإسرائيلي

رغم مرور أكثر من أسبوعين على لقاء وزيرة الخارجية الليبية المقالة نجلاء المنقوش ونظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين، تتواصل تداعيات الزيارة التي أحدثت غضباً شعبياً داخل ليبيا وتصعيد ضد الحكومة الإسرائيلية.

وفي وقت تحاول فيه ليبيا التوصل لحقيقة الأوضاع حول اللقاء ومن نسق له، يشهد الداخل الإسرائيلي تصعيداً من قبل المعارضة وبعض الأجهزة السيادية، وهو ما كشفت عنه صحيفة “إنتلجينس أونلاين” الاستخباراتية.

الصحيفة قالت في تقرير لها، إن هناك خلافات متصاعدة بين جهاز الموساد ووزارة الخارجية في إسرائيل بسبب هذا الملف، بعد الضجة الإعلامية التي أعقبت لقاء المنقوش وكوهين.

وأوضحت الصحيفة نقلا عن مصادرها، أن الإعلان غير المتوقع لوسائل الإعلام في 27 أغسطس، من قبل وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين عن الاجتماع الذي عقد في روما مع نظيرته الليبية نجلاء المنقوش، يؤجج المعركة المستمرة بين الخدمات الدبلوماسية الإسرائيلية والموساد، حيث يشعر الأخير بالغضب بسبب الإعلان.

ونقلت الصحيفة عن أحد المشاركين في المحادثات بين المنقوش وكوهين، قوله إنه كان من المقرر الإعلان عن الاجتماع بين الوزيرين، ولكن في وقت يُتفق عليه مسبقاً.

وأضافت الصحيفة أنه بالإضافة إلى الضجة العامة في ليبيا وإسرائيل، فإن نشر هذه المعلومات، قبل أيام قليلة مما تم الاتفاق عليه بين الطرفين، يضر بعلاقات الموساد مع شركائه الليبيين، مستطردة: “لو كان الأمر بيد جهاز المخابرات وحده، لبقيت تل أبيب صامتة لحماية علاقاتها الاستخبارية”.

ولا يتوقف الغضب الإسرائيلي عند الموساد، فبعد إعلان الخارجية الإسرائيلية وجّه قادة المعارضة انتقادات حادة، لوزير الخارجية، إيلي كوهين، لكشفه أخبار اجتماعه الأخير مع نظيرته الليبية، نجلاء المنقوش، من دون تنسيق معها، وعدّتها بمثابة تفجير عبوة ناسفة ضخمة للدبلوماسية الإسرائيلية.

واعتبرت تقارير أن الإعلان دليل على قلة الخبرة عند كوهين، بينما حمل آخرون حكومة بنيامين نتنياهو المسؤولية؛ فهي تفتش بسراج وفتيل عن إنجاز ما تسجله لصالحها، إزاء إخفاقاتها في كل مجالات عملها الداخلية والخارجية.

وقال رئيس المعارضة، يائير لبيد، إن الدول تنظر إلى التسريب غير المسؤول هذا الصباح بشأن لقاء وزيري خارجية إسرائيل وليبيا وتسأل نفسها: هل هذه دولة يمكن إدارة العلاقات الخارجية معها؟ هل هذه دولة يمكن الوثوق بها؟

وأضاف لبيد أن ما يحدث عندما يتم تعيين إيلي كوهين، رجل ليست له أي خلفية في هذا المجال، وزيراً للخارجية، تأتي النتيجة عكسية؛ فالحادث مع وزيرة الخارجية الليبية كان غير محترف وغير مسؤول وفشلاً فادحاً في التقدير.

بينما قال رئيس حزب المعسكر الرسمي، بيني غانتس: “عندما يجري كل شيء من أجل العلاقات العامة والعناوين الرئيسية من دون أي مسؤولية أو تفكير مسبق، فهذا ما يحدث”.

وينتظر الليبيون نتائج التحقيقات التي بدأتها النيابة العامة السبت الماضي، حيث تم تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول “واقعة” الاجتماع، على أن تتولى اللجنة مهمة تقصي مدى الضرر الذي أصاب مصالح الدولة الليبية من واقع تقارير جهاز المخابرات.

وتتواصل الاحتجاجات الشعبية داخل ليبيا على لقاء المنقوش وكوهين، ضد حكومة الوحدة الوطنية التي قالت تقارير إنها على علم باللقاء، وأن رئيسها عبد الحميد دبيية نسق للقاء.

وقبل إعلان وزارة الخارجية الإسرائيلية عن اللقاء رسمياً، قالت الخارجية الليبية إن ما حدث في روما لقاء عارض غير رسمي وغير مُعَدّ مسبقاً، أثناء لقاء مع وزير الخارجية الإيطالي، ولم يتضمن أي مباحثات أو اتفاقات أو مشاورات.

ولجأ دبيبة لإقالة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش وإحالتها للتحقيق، في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي.

واتهم دبيبة جهات لم يسمّها بمحاولة استغلال خروج المتظاهرين في احتجاجات لتصفية الخصومات السياسية.

والاثنين قبل الماضي، دعا البرلمان كافة مؤسسات الدولة إلى عدم التعامل والتعاون مع حكومة الوحدة والتعامل مع الحكومة المكلفة من طرفه إلى حين تشكيل حكومة جديدة تتولى قيادة البلاد نحو الانتخابات.

وطالب بالتحقيق مع حكومة دبيبة بتهمة انتحال الصفة والفساد والتواصل مع جهات يحظرها القانون، ودعا لتشكيل لجنة من مجلسي النواب والدولة للعمل على آلية تشكيل الحكومة الجديدة.