عجزت عن فرض الأمن بالزاوية.. كيف يمكن لحكومة الوحدة تنظيم الانتخابات؟

0
213

يحتاج إجراء الانتخابات إلى فرض الأمن وتهيئة الظروف والأجواء التي تمكن الناخبين من التحرك بحرية والتصويت دون إجبار أو تهديد من أي جهة.

ومن المفترض أن حكومة الوحدة المتمركزة في غرب ليبيا برئاسة عبد الحميد دبيبة، سوف تشرف على تنظيم الانتخابات الليبية المقبلة، التي من الممكن أن تجرى في نهاية العام الجاري إذا توصل الليبيين لتوافق حول قوانين الانتخابات.

إلا أن حكومة الوحدة عجزت عن فرض الأمن في مناطق سيطرتها بغرب ليبيا لا سيما مدينة الزاوية التي شهدت في الأيام الأخيرة أحداث مؤسفة.

وخلال الأيام الأخيرة انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر تعرض مجموعة من الشباب الليبيين للتعذيب على يد مرتزقة أفارقة داخل مقر إحدى الميليشيات في مدينة الزاوية.

أثار مقطع الفيديو غضباً شديداً في مدينة الزاوية دفع الأهالي للخروج إلى الشوارع للتظاهر والاحتجاج، وقاموا بقطع الطريق الساحلي في نقطة مروره بالزاوية، وأشعلوا فيه إطارات السيارات، ورددوا العديد من الهتافات المناهضة للواقعة.

وتعاني مدينة الزاوية بغرب ليبيا من الانفلات الأمني وارتفاع كبير في حجم الجرائم الجنائية وتجارة المخدرات والاتجار بالبشر والاغتيالات والقتل خارج إطار القانون، جراء تغول الميليشيات وسيطرتها على كل مرافق المدينة وغياب دور الحكومة.

وتعتبر مدينة الزاوية من أكثر مدن الغرب الليبي تواجداً للميليشيات المسلحة، وكانت مسرحاً لاشتباكات متكررة وأعمال عنف بين هذه الميليشيات التي ترتبط بعلاقات متوّترة وتتصارع على مناطق النفوذ ومسالك التهريب.

وأمام كل هذه الجرائم تتغافل حكومة الوحدة وتغض طرفها عن الاشتباكات المسلحة التي تندلع بين الحين والآخر بين الميليشيات المنتشرة فيها ويسقط خلالها ضحايا من المدنيين.

الميليشيات كانت متواجدة في مدينة الزاوية قبل تولي حكومة الوحدة السلطة برئاسة عبد الحميد دبيبة، وبدلاً من حل تلك الميليشيات وضم العناصر الصالحة منها إلى مؤسسات الدولة العسكرية، قدم لها دبيبة، دعماً مالياً كبيراً حتى تدين له بالولاء، ما أدى إلى تغولها وزيادة فسادها في مدينة الزاوية.

وسبق لأهالي مدينة الزاوية التعبير عن غضبهم بإغلاق الطرق الرئيسية بالمدينة بالسواتر الترابية وإحراق الإطارات لدفع المسؤولين للتحرك وانقاذهم من هذه المعاناة.

ففي فبراير الماضي أغلق الأهالي الطرق بمدينة الزاوية بسبب حوادث القتل الكثيرة التي وقعت في تلك الأيام التي طالت العديد من القيادات في المدينة.

وفي شهر ديسمبر الماضي، اغلق الأهالي الطرق احتجاجاً على سوء الأوضاع الأمنية ومقتل المواطن سالم صالح عبد المولى وزوجته وإصابة أطفالهما بجروح خطيرة، على يد مسلحين.

وأمام كل هذه الاحتجاجات لم تحرك حكومة الوحدة ساكناً، لأنها في الأساس تعتبر أحد أهم الأسباب لتدهور الأمن في مدينة الزاوية، فهل يمكن لهذه الحكومة تنظيم انتخابات؟.