في مطلع شهر سبتمبر 2022 أصدر الأمين العام للأمم المتحدة قرارا، بتعيين الدبلوماسي السياسي المخضرم، عبد الله باتيلي، مبعوثا أمميا إلى ليبيا، بعد أن ظل المنصب خالياً لفترة طويلة، في محاولة من المنظمة لحل الأزمة الليبية، واستكمال ما توقفت عنده الأحداث في ليبيا.
أردت الأمم المتحدة بذلك القرار، أن تُكمل الطريق إلى الانتخابات الليبية، حيث كانت تأمل أن يحقق باتيلي، ابن أفريقيا، والذي يعلم جيدا تفاصيل الأزمة الليبية مما يمكنه من وضع حلول على الأرض والعمل على تطبيقها بشكل عملي بالتوافق بين القوى السياسية، وفقا لتوقعات الأمين العام للمنظمة.
خطوة تعيين عبد الله باتيلي في هذا المنصب، الذي كان على مدار أكثر من عقد من الزمان، عبارة عن منصب شرفي، فشل كل من تولوه في وضع حلول وحد للأزمة الليبية، بل أن بعضهم كان سببا في تفاقمها، فكل منهم أراد وضع حلول على طريقته، فكسب طرف على حساب الطرف الأخر، فتعقدت الأمور.
فمنذ اليوم الأول، لتعيين عبد الله باتيلي مبعوثا أمميا إلى ليبيا، وبدأ في عقد جولات ولقاءات مع كل أطراف العملية السياسية في ليبيا، استمع فيها إلى وجهات نظر الجميع، والحلول المقترحة، ودخل في نقاشات وتبادل الرؤى، فلم يضيع الكثير من الوقت حتى اندمج في أعماق الأزمة، ورحب بكل المبادرات، وكان أخرهم مبادرة المجلس الرئاسي.
نشاط باتيلي لم يقتصر على لقاءاته الداخلية مع أطراف الأزمة الليبية شرقا وغربا، فعلى مدار الأيام القليلة الماضية، أجرى المبعوث الأممي الجديد، عدد من الجولات في عدة دول فاعلة في الأزمة الليبية، التقى خلالها بالعديد من المسؤولين واستمع لوجهات نظرهم التي تمثل رؤية بلادهم في الأزمة.
التقى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، عبد الله باثيلي، بوزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج الجزائري، رمطان لعمامرة، وأشاد بالجهود التي تبذلها الجزائر من أجل تسوية النزاع في ليبيا، داعياً المجتمع الدولي إلى دعم المسار الذي يسمح بتحقيق الاستقرار في هذا البلد.
كما توجه بالشكر لحكومة والشعب الجزائري نظير الجهود المبذولة من أجل وضع حد للازمة الليبية، مشيرا إلى أن الأزمة في ليبيا لم تعرف أي تطور ملحوظ، مشدداً على ضرورة التزام كل الأطراف المعنية، بدءا بليبيا لوضع حد لهذه الأزمة.
جولة باتيلي بالجزائر تبعتها زيارة إلى المغرب، حيث التقى بوزير الخارجية المغربية، ناصر بوريطة، اليوم الإثنين بالرباط، مبعوث الأمم المتحدة لدى ليبيا عبدالله باتيلي، لبحث تطورات الأزمة الليبية.
وقبل جولته بالمغرب، أعلن المبعوث الأممي إلى ليبيا، أن زيارته للكونغو برازافيل تهدف إلى تبادل المشاورات حول سبل عمل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي سوياً لإنجاز مهمة استعادة الاستقرار والسلام في ليبيا.
ووصف باتيلي خلال لقاءه برئيس الكونغو برازفيل، الملف الليبي بـالملف الأفريقي المعقد، حيث يتطلعون لعقد مؤتمر المصالحة بين الليبيين.
وأوضح أن هناك عديد العقبات، ولكن مع الإرادة للمضي قدماً، سيجرى التغلب عليها تدريجياً، مؤكداً أن الكثير من المشكلات التي تعترض الدولة الليبية لا يمكن حلها إلا عن طريق الحوار.
كل هذا النشاط، يتطلع كل من يتابع الملف الليبي، أن يسفر عن شيء، خاصة وأن المبعوثين الأمميين السابقين، فشلوا في تحقيق أي تقدم ملحوظ فيما يتعلق بحل الأزمة الليبية، فهل تسفر جولات باتيلي المكوكية عن حلول؟