تعاني مدن غرب ليبيا من فوضى أمنية وانتشار السلاح، ومن بطش الميليشيات المسلحة التي تشتبك بين الحين والآخر فيما بينها، في إطار صراعها على فرض النفوذ والسيطرة والتي يسقط عشرات القتلى ومئات الجرحى من المدنيين فضلاً عن الخسائر في الممتلكات العامة والخاصة.
إلا أن بطش الميليشيات في غرب ليبيا بدأ مؤخراً في اتخاذ منحنى آخر، وبدأت الميليشيات في مهاجمة منازل الأهالي وتطالبهم بدفع إتاوات ليتوفر لهم المال لشراء السلاح وتجهيز أنفسهم.
وهو ما حدث في مدينة العجيلات التي تقع غرب العاصمة طرابلس، حيث حاولت ميليشيا “بالكور” اقتحام عدة منازل واقعة في منطقة المطمر خلال الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة، لإرغام الأهالي على دفع إتاوات.
وكانت بعض العائلات دفعت بالفعل عدة مرات إتاوات لهذه الميليشيات خوفاً من بطشهم، إلا أنها بعد فترة توقفت، ما دفع الميليشيات إلى مهاجمة منازل الأهالي في مرات عديدة.
فشكلت الأهالي قوة للدفاع عن أنفسهم وقاومت الميليشيا وقاموا بإطلاق النار على عناصرها، ما أسفر عن مقتل أحدهم ويدعى عبد الله الشريف في اشتباكات أمس الجمعة.
واضطرت السلطات في المدينة إلى إلغاء شعائر صلاة الجمعة في مسجد النور، أكبر مساجد المنطقة التي حدثت بها الاشتباكات، كما تم إغلاق الطرق المؤدية من وإلى المنطقة.
وفي الوقت الحالي تحشد ميليشيا “بالكور” المزيد من عناصرها من أجل مهاجمة المنطقة مجدداً، واستعادة جثة عنصرها المقتول، الذي تركته بعد انسحابها أمام مقاومة الأهالي.
وتشهد مدينة العجيلات حالة إنفلات أمني منذ فترة طويلة وانتشار للميليشيات، سواء التي تتلقى دعماً من خارج المدينة خاصة من مدينة الزاوية، أو التي تتسلح عبر تهريب المخدرات والبشر.
واندلعت عدة اشتباكات في مدينة العجيلات مؤخراً بين عدد من الميليشيات أبرزها ميليشيات بالكور وميليشيات المشرقي، والتي كان آخرها اشتباك دامٍ طوال الثلاثاء الماضي، وتم على أثره تعطيل الدراسة، ومحاصرة المواطنين بالمنازل.
ويرى مراقبون أن اشتباكات الميليشيات أصبحت واقع معتاد في الغرب الليبي في ظل صراعها على السلطة والنفوذ وسرقة المال العام، مع غياب رادع لها.
كما تؤكد الاضطرابات المستمرة في مدينة العجيلات وغيرها من مدن غرب ليبيا، ضرورة التوافق على سلطة تنفيذية موحدة في جميع أنحاء ليبيا، وتوحيد المؤسسات العسكرية، من أجل بسط السيطرة على تلك المجموعات الخارجة عن القانون.
