فوضى أمنية تشهدها مدينة العجيلات غربي ليبيا، بعد ساعات من الاشتباكات، أدت إلى تعليق الدراسة وإصابة أطفال ومواطنين.
الاشتباكات كشفت عن موجة جديدة من العنف، تهدد اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا الموقّع قبل عامين.
واستخدمت الميليشيات في الاشتباكات أسلحة متوسطة وثقيلة، بغرض كسب مزيد من النفوذ داخل المدينة.
وأمس دعا الهلال الأحمر الليبي الأهالي في منطقة المطمر بالعجيلات إلى البقاء في منازلهم، والتحرك بحذر والإبلاغ عن أي انتهاكات في حق المواطنين.
وقال في بيان له: “في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها منطقة المطمر بالمدينة من اشتباكات، نتمنى من أهالينا الابتعاد قدر الإمكان عن النوافذ والأبواب أثناء الاشتباكات، وتجنب الخروج”.
وخشية سقوط مزيد من الضحايا، أعلن المجلس البلدي في المدينة تعليق الدراسة حتى إشعار آخر، مطالباً الميليشيات بوقف الاشتباكات والرجوع لثكناتهم.
وبدأت الاشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة منذ عصر الثلاثاء تقريبا، فيما يتحرك الهلال الأحمر في بعض الشوارع والأحياء لإجلاء أهالي عالقين وسط الاشتباكات.
ولم يُعلن حتى الآن عن ضحايا، لكن هناك خسائر مادية ملحوظة، خاصة في منطقة المطمر، وهي أكثر المناطق التي شهدت اشتباكات بسبب قربها من مناطق تمركز المليشيات، بحسب الشحات.
ولم تعلق حكومة الوحدة على الاشتباكات وأيضاً لم توضح وزارة داخليتها ملابسات الاشتباكات وهوية الميليشيات المتناحرة.
وفي منتصف ديسمبر الماضي، قتل اثنان وأصيب العشرات في اشتباكات عنيفة في مدينة صبراتة غربي ليبيا، بين ميليشيات تابعة أيضاً لحكومة الوحدة منتهية الولاية.
وأدت الاشتباكات العنيفة إلى تعذر إقامة صلاة الجمعة -آنذاك- في عدة مساجد، وإجلاء مئات العائلات من المدينة، وغلق الطريق الساحلي.
وجاءت الاشتباكات في صبراتة بعد محاولة قوة مسلحة تابعة لميليشيا آمر “قوة الإسناد الأولى الزاوية” محمد بحرون، الملقب بالفار، الدخول للمدينة للقبض على قادة تشكيلات مسلحة بالقوة، وعلى رأسهم أحمد الدباشي الشهير بـ”العمو”؛ الأمر الذي أدى لحشد عسكري ضخم من المليشيات المستوطنة داخل صبراتة، وبدأت الاشتباكات معه.
وآنذاك، أجلى الهلال الأحمر مئات العائلات من مواقع الاشتباكات، ودعا المتصارعين لتوفير ممرات أمنة، غير أنه لفت إلى أنه في بعض المواقع عجز عن إخراج الأهالي منها لكثافة النيران وقطع الطرق.
وتستمر الفوضى الأمنية في مدن غرب ليبيا، في ظل صمت حكومة الوحدة الوطنية، وعجز وزارة داخليتها، على الرغم من تعهدات عبدالحميد دبيبة وعماد الطرابلسي خلال حفل تخرج كلية الشرطة، بفرض الأمن في المدن الليبية، ومنع الاقتتال، وهو الأمر الذي لم تمر عليه ساعات، ووقعت الاشتباكات.