من يشجع الليبيون في المونديال؟

0
380

كأس العالم، البطولة الأكبر والأغلى والأمتع في العالم، كل عشاق الكرة حول العالم يتابعونها، حتى وإن لم تتأهل منتخباتهم الوطنية للعب فيها، فهذا المحفل، يلتف حوله عشاق الساحرة المستديرة في شتى البقاع، فتتزين الأرض بألوان عدة، تحمل شعارات المنتخبات والنجوم المفضلين.

البطولة هذا العام، مقامة على أرض عربية، ما أعطاها مذاقا مختلفاً، فبالنسبة للدول المشاركة، كان للعرب كلمة سمعها العالم، وشاهدها محبو الكرة، وظهروا بأداء لم يظهروا به من قبل، وبعيدا عن العروبة، كان أداءهم خلال البطولة كفيلا أن يجعل عشاق ميسي يشجعون السعودية، ومحبو هازارد يقفون خلف أسود الأطلس.

وفي ليبيا، تنوع المشجعون واختلفت الانتماءات الرياضية، فامتلأت المقاهي بالمشجعين الليبيين، لمؤازرة المنتخبات العربية خاصة بعد المباريات الأولى التي ظهر بها العرب مظهر البطل، فتعالت الصيحات بالتشجيع، ودخل الجميع في تحديات ومراهانات ترجح كفة العرب للتأهل لأدوار متقدمة في كأس العالم.

وبعد انتهاء دور المجموعات من البطولة، التف متابعو الكرة في ليبيا وحول المنتخب المغربي، الذي تأهل أول مجموعته، متفوقا على بلجيكا التي غادرت البطولة مبكرا، وكرواتيا وصيف بطل العالم، وكندا، التي فشلت في تحقيق أي إنجاز يذكر في هذا الدور.

أما أهل ليبيا وشبابها، فربما جاءت تلك البطولة في وقت مثالي، لتكون مَخرجا مؤقتا لهم مما يعانون منه في بلادهم، جاء كأس العالم للتهوين من آلام الحياة لهم، وتغض بصرهم ولو لفترة قليلة عن القهر والظلم وانعدام الخدمات وغياب الأمن ، جاءت لتقول لهم مهلاً، ارتاحوا قليلا واستمتعوا لفترة.

حال الرياضة في ليبيا يعاني بشدة، فانهيار البُنى التحتية الرياضية فيها، وعدم استقرار الوضع الأمني والخدمي في البلاد، جعل من المنظومة الرياضية مهترئة وبالية، تعلقت أمال عشاق الرياضة، وكرة القدم بالتحديد، بمنتخبات غير منتخب بلادهم، وارتدوا أقمصة دول أخرى اختاروا تشجيعها طوعا دون ضغط.

المنتخب الليبي، أحد أكثر المتضررين من الوضع الحالي في ليبيا، فهذا المنتخب الذي كان مُرعبا في فترات، وكان عُقدة منتخبات عربية كبرى كالمنتخب المصري، باتت الآن كل مواجهاته مضمونة، ومكسبها مؤكد، ويفشل دائما في التأهل للبطولة التي يُرشح لخوضها.

الشعب الليبي، مهووس بكرة القدم، عُرف عن أبناءه دائما المهارة والقوة، وخرج من صلبه نجوم كبار في اللعبة الأشهر بالعالم، بينهم النجم صاحب الموهبة العبقرية طارق التائب، بات غير قادر الآن على إخراج كادر رياضي يتباهى به بين أبناء المنتخبات العربية كمحمد صلاح وحكيم زياش ورياض محرز.