رصاص حي في نهائي السلة.. متى تنتهي فوضى السلاح في ليبيا؟

0
272

فوضى عارمة تجتاح ليبيا، ووضع بائس وصلت إليه الدولة من ضعف وهوان، فأصبحت القوة بيد من يحمل السلاح، دون أن يكون له الحق في حمله أو استخدامه، ففي هذه البلاد، قانون الغابة يسري على الجميع، إن كنت قويا، فهنيئاً لك، يمكنك الآن العيش براحة، أما إذا كنت مواطنا عاديا، فالويل لك. 

الأمن، كلمة فقدت كل معانيها في بلاد المختار، وأصبحت لغة السلاح والرصاص هي اللغة السائدة، بعدما سيطرت الميليشيات المدججة بالسلاح والعتاد على كامل الغرب الليبي، فسيطرت كل ميليشيا على منطقة، وتقاتلوا من أجل فرض السيطرة والقوة، واختلطت الأوراق.

الأمر لم يقف عند تقاتل الميليشيات، ومحاولتهم للهيمنة على مناطق عدة في غرب ليبيا ومحيط العاصمة الليبية طرابلس، بل وصل الأمر إلى أن يتم إطلاق الرصاص الحي، خلال مباراة كرة السلة بين فريقي الأهلي طرابلس والأهلي بنغازي، في نهائي كأس السوبر الليبي للسلة.

تلك الحادث تعكس حجم ومَبلغ ما وصلت إليه ليبيا الآن، وتُنذر بكوارث عديدة قد تحدث في المستقبل إن استمر الوضع كما هو عليه الآن، فوسط انتشار السلاح بهذا الشكل والضعف الشديد الذي تعانيه المنظومة الأمنية في ليبيا، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يحدث تقارب أو مصالحة أو حل للأزمة فيما هو قادم.

أما عن أسباب ما يحدث الآن، فهي كثيرة، أبرزها أن من يحكمون الآن البلاد، سمحوا بشكل أو بأخر بحدوث ذلك، من خلال الاستقواء بهؤلاء المسلحين للسيطرة على الحكم، والسماح بتسليحهم بأسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة لإرهاب أي شخص يقترب من كرسي الحكم ويزيحهم عنه.

حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها برئاسة عبد الحميد دبيبة، استكملت مسيرة حكومة الوفاق التي سبقتها، واعتمدت اعتمادا كليا على الميليشيات في تأمين وجودها، وعينت آمريها في مناصب أمنية هامة وحيوية، فأصبح الجاني مسئولا، والقاتل بريئا، وسيطرت الفوضى على كل شئ.

عبد الحميد دبيبة، الذي وعد بالسير نحو توحيد المنظومة الأمنية ونزع السلاح من الميليشيات غير النظامية ودمج عناصرها ضمن المنظومة الأمنية دون أن يكون لهم انتماء سوى للوطن، بات يدعم ويؤيد بشكل غير مباشر وجود هؤلاء وسيطرتهم ونشرهم للفساد.

انتشار الفوضى هو السلاح الذي يحارب به عبد الحميد دبيبة وحكومته من أجل البقاء في السلطة، وبالتأكيد فإنه لن يتخذ خطوة واحدة نحو إنهاء تلك المهزلة ليضمن استمراره وبقاءه.