بعد اغتيال رئيس مركز شرطة ظاهر الجبل.. إلى متى يُهدر دماء الليبيين؟

0
401

مشاهد متكررة نراها منذ أكثر من عقد، بعدما استباحت قوى خفية في ظاهرها، بينما هي معروفة للجميع، دماء الشعب الليبي، فقد فتح انعدام الأمن الأبواب أمام من يحملون السلاح بلا صفة، ليستحلوا دماء الشعب الليبي، وينشرون الاغتيالات في شتى بقاع البلاد .

الحكم في ليبيا الآن، أصبح لمن يملك العُدة والعتاد، فكلما ملكت الرجال والسلاح كلما زادت قدرتك على فرض رأيك بالقوة في وطن أصبح شبيها بالغابة، ففي ليبيا، من هم على رأس السلطة، يحركون بأصابعهم عشرات الميليشيات، فشجعوهم على البطش والتجبر وباتت القوة بأياديهم.

أمس، طالت أيادي الغدر شخصا آخر، فقد اغتيل رئيس مركز شرطة ظاهر الجبل عبدالسلام عبدالله عبدالنبي من قبل مجهولين، وقبله بأيام فقط، اغتيل أحد عناصر الشرطة في نفس المدينة، ليعود شبح الاغتيالات ويحوم مرة أخرى في ليبيا.

وعلى مدار الأعوام الماضية، شهد غرب ليبيا، سلسلة من الاغتيالات دون توقف، وعلى الرغم من ذلك يحدث تحت مرأى ومسمع من الجميع، إلا أن من هم على رأس السلطة لا يحركون ساكنا لمعرفة الجناة، ولا تتحرك الجهات الأمنية لضبطهم أو الإعلان عن أسمائهم.

فنان أو مدون أو ناشط، لا يشفع لك شيء، في ظل سيطرة الميليشيات، وانعدام السيطرة الأمنية لوزارة الداخلية الكل يتعرض للانتهاكات التي وصلت إلى حد خطف الأرواح.

ففي مايو 2021، اقتحمت الميليشيات منزل زياد بحيح، وهو شهد له الجميع بطيب الخلق وبعده على المشاكل، وقتلوه بدم بارد، وحتى اليوم لم يتم الإعلان عن الجناة ولا تمت ملاحقتهم أو القبض عليهم.

وفي يونيو من نفس العام، قتلت الميليشيات شفاء قروز، فتاة ليبية لا يوجد خصومة بينها وبين هؤلاء، وفي اليوم نفسه، قتلت رصاصات الميليشيات مواطن آخر منصور محمد، أثناء الاشتباكات بين الجماعات المسلحة في غرب البلاد.

وفي يوليو 2021 طالت رصاصات الغدر عبد الله عمر عبد الله ، وفي أغسطس من نفس العام، قتل طارق قلية، وفي فبراير 2022 قتلت رهام التومي.

أما آخر حوادث الاغتيالات، فكانت واقعة اغتيال الفنان الليبي أحمد بحور برصاصات مجهولة.

كل تلك الحوادث مؤشر على مدى صعوبة الأمر في الغرب الليبي، واستمرار سلسلة الاغتيالات والقتل العمد دون توقف.