أمن ليبيا؟.. مجلس الأمن يكفيه القلق!

0
136
مجلس الأمن الدولي

في جلسة عامة عقدت أمس الثلاثاء، دان أعضاء مجلس الأمن الدولي تطورات الأوضاع في ليبيا، خاصة بعد الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها طرابلس وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات. 

وكعادته، اكتفى مجلس الأمن بإدانة الاشتباكات والدعوة لعقد انتخابات عاجلة باعتبارها الحل للأزمة، غاضاً الطرف عن تواجد الميليشيات وسيطرتها على العاصمة وعرقلتها لأي حلول.

وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو، أعربت عن قلقها البالغ للغاية من حالة من الانسداد الحالي في العملية السياسية في ليبيا، إضافة إلى اندلاع القتال في طرابلس.

وقالت ديكارلو، إنه بالرغم من جهود الأمم المتحدة المستمرة في ليبيا إلا أنها لم تحرز أي تقدم في الإطار الدستوري للانتخابات، مشيرة إلى استمرار الخلاف بين رئيسي مجلسي النواب والأعلى للدولة، خاصة حول معايير أهلية الترشح للانتخابات الرئاسية.

مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة شدد أيضاً على ضرورة تمكين الشعب الليبي من اختيار ممثليه في السلطة، مؤاكداً مواصلة واشنطن دعم جهود الأمم المتحدة لتوفير البيئة المواتية لإجراء الانتخابات.

ودعا الدبلوماسي الأمريكي رئيسي مجلس النواب عقيلة صالح والمجلس الأعلى الاستشاري خالد المشري على ضرورة التعاون مع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والتوافق حول الإطار الدستوري اللازم لإجراء الانتخابات.

وحذر المندوب الأمريكي من أن ليبيا على حافة الهاوية جراء استمرار حالة الانسداد السياسي الراهنة، داعياً جميع الأطراف إلى ضرورة العمل معاً من أجل المضي قدماً في العملية السياسية وتنظيم الانتخابات.

الإدانات والتعليقات على الأزمة الليبية جميعها متشابهة، ولم تنتهي إلى شيء بشأن الانتخابات، يرى مدير مبادرة شمال إفريقيا في مركز رفيق الحريري التابع للمجلس الأطلسي في واشنطن، كريم ميزران، أن ليبيا في أيدي ميليشيات يجب عزلها لأنها تفكر فقط في القوة والمكاسب وتخلت عن مصلحة البلاد ومواطنيها.

وأوضح الباحث السياسي، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي، أن ليبيا تعيش في مأزق مؤسسي منذ شهور (إن لم يكن سنوات)، فيما ليس لدى أي من القوى القوة الكافية للحصول على المزايا وما يتم خلقه هو صراع بين العشائر يمكن أن يقود إلى انجراف لا يمكن السيطرة عليه. 

وبحسب الموقع الإيطالي، فإن الإدارة الداخلية للعبة الليبية تهدف غالباً إلى الحفاظ على الاتصالات بين شخصيات معينة وتحريك الموازين من أجل إرضاء بعض المعاقل والتي غالباً ما تؤدي إلى استياء الآخرين، فيما يسعى المجتمع الدولي منذ سنوات لإعادة تشكيل الإطار الليبي لبناء الاستقرار. 

وتتمثل مشكلة الأمم المتحدة، في أنها حاولت إرساء عملية الانتخابات لكن كان واضحاً للجميع أنها كانت فرض، لأنه لم يكن هناك ظروف أمن واستقرار وظروف اجتماعية وسياسية للتصويت، وفق ميزران. 

وأضاف أنه لا يمكن أن يكون هناك دولة إجرامية ومزعزعة الاستقرار في وسط البحر المتوسط، فيما يجب نزع السلطة من أولئك الذين لم يعودوا ممثلين شرعيين للشعب الليبي، وبمجرد عزلهم يجب التغلب على خطط مثل تلك الخاصة بمؤتمرات برلين. 

ورأى ميزران أن هناك حاجة إلى عمل جذري يبدأ مع ذلك بإزالة أي نوع من الدعم أو الشرعية من بعض الشخصيات ونزعهم من نظام السلطة حيث يعرقل أي شكل من أشكال التنمية في البلاد.

وبحسب وزارة الصحة الليبية، بلغت حصيلة ضحايا اشتباكات طرابلس إلى 39 قتيلاً وأكثر من 150 جريحاً.