وجه القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، رسائل عدة خلال كلمته في العسكري المهيب الذي أقامته وحدات الجيش أمس الاثنين بمدينة سبها.
الرسالة الأولى كانت للشعب الليبي، والذي طالبه بالانتفاضة ضد المتربعين على السلطة والمفسدين لخيانتهم الأمانة ونهبهم ثروات البلاد، ومن يحملون السلاح ويرهبون به المواطنين ومؤسسات الدولة وضد الفقر والتخلف والتردد والخوف.
وأكد أن الشعب إذا ترك الأمور تسير على هذا النمط القائم دون أن يتخذ موقفاً موحداً وحاسماً فإن المسألة ستزداد تفاقماً بما يعرض مستقبل الوطن للخطر القادم.
وقال: “لقد بلغنا المرحلة التي وجب فيها على الجميع الاعتراف بفشل كافة المسارات، وأنه لا مجال لمواصلة السير في الطريق المسدود، وليس هناك طريق يؤدي إلى النجاح إلا المسار الذي يصنعه الشعب”.
وكرر ندائه للقوى الوطنية المدنية أن توحد كلمتها وتتفق على رؤية واضحة المعالم تحظى برضا الشعب لتحل محل المسارات الفاشلة نحو بناء الدولة وتحقيق أي قدر من طموحات الليبيين.
وقال حفتر، إن الصراع السياسي على السلطة تسبب في تفاقم الأزمة في ليبيا وإهدار وقت الليبيين في المهاترات والمناكفات الصورية التي أخفقت في تحقيق أدنى قدر من الوفاق، في إشارة إلى الحوارات التي يخوضها الفرقاء الليبيين بين الحين والآخر برعاية خارجية.
وأشار قائد الجيش الليبي إلى الفشل الحكومي والفساد المصاحب له، الذي تسبب في تدهور الأوضاع المعيشية بمختلف المدن الليبية، خاصة مدن الجنوب، مؤكداً أن ما تعانيه تلك المدن لم يعد يطاق، ولا يمكن القبول به أو السكوت عليه.
وقال إن حجم الأموال الطائلة التي أنفقتها الحكومات المتعاقبة خلال العشر سنوات الماضية كان بوسعها أن ترفع الحالة المعيشية للمواطن، وأن تفتح المجالات لليبيين وتحدث تطوراً تنموياً مذهلاً في جميع القطاعات، لكنها أهدرت في منظومة الفساد الحكومي دون أن تستثمر في تحقيق النمو والانتعاش الاقتصادي.
ولفت حفتر، إلى تضحيات الجيش الوطني الليبي من أجل استقرار، مؤكداً أن مدينة سبها خط الدفاع الأول عن الهوية الوطنية والأمن القومي، ومحور الارتكاز الذي يحفظ لليبيا أمنها واستقرارها.
وأكد أن ليبيا لن تسقط ما دام في جيشها الوطني قلب ينبض، وفي نفوس أبنائها إرادة لا تقهر، وإصرار على مواجهة التحدي بالتحدي، ولن تسقط ما دام الشعب يدًا واحدة، وسيواصل الشعب الليبي مسيرته الوطنية حاميًا لوحدة ليبيا وسيادتها، ومدافعًا عن شعبها حتى آخر قطرة في دمائه.