خليفة حفتر: الصراع على السلطة تسبب في تفاقم الأزمة الليبية

0
282

أكد القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، أن الصراع السياسي على السلطة تسبب في تفاقم الأزمة في ليبيا وإهدار وقت الليبيين في المهاترات والمناكفات الصورية التي أخفقت في تحقيق أدنى قدر من الوفاق.

وانتقد حفتر: في كلمة له خلال عرض عسكري بمدينة سبها اليوم الإثنين، الفشل الحكومي والفساد المصاحب له، الذي تسبب في تدهور الأوضاع المعيشية بمختلف المدن الليبية، خاصة مدن الجنوب، مؤكداً أن ما تعانيه تلك المدن لم يعد يطاق، ولا يمكن القبول به أو السكوت عليه.

وقال إن حجم الأموال الطائلة التي أنفقتها الحكومات المتعاقبة خلال العشر سنوات الماضية كان بوسعها أن ترفع الحالة المعيشية للمواطن، وأن تفتح المجالات لليبيين وتحدث تطوراً تنموياً مذهلاً في جميع القطاعات، لكنها أهدرت في منظومة الفساد الحكومي دون أن تستثمر في تحقيق النمو والانتعاش الاقتصادي.

وتابع: إذا ما تركنا الأمور تسير على هذا النمط القائم دون أن يتخذ الشعب موقفاً موحداً وحاسما فإن المسألة ستزداد تفاقما بما يعرض مستقبل الوطن للخطر القادم.

وأكد حفتر، أنه ليس من سبيل لتغيير ذلك الواقع إلا بانتفاضة ضد المتربعين على كراسي السلطة والمفسدين ومن خانوا الأمانة ونهبوا ثروات الشعب، ومن يحملون السلاح ويرهبون به المواطنين ومؤسسات الدولة وضد الفقر والتخلف والتردد والخوف.

وقال: “لقد بلغنا المرحلة التي وجب فيها على الجميع الاعتراف بفشل كافة المسارات، وأنه لا مجال لمواصلة السير في الطريق المسدود، وليس هناك طريق يؤدي إلى النجاح إلا المسار الذي يصنعه الشعب”.

وأضاف: لن نمل من تكرار النداء للقوى الوطنية المدنية الشريفة أن توحد كلمتها وتتفق على رؤية واضحة المعالم تحظى برضا الشعب لتحل محل المسارات الفاشلة نحو بناء الدولة وتحقيق أي قدر من طموحات الليبيين.

كما أكد أن مدينة سبها هي خط الدفاع الأول عن الهوية الوطنية والأمن القومي، ومحور الارتكاز الذي يحفظ لليبيا توازنها واستقرارها، مشيداً بحفاوة الاستقبال الذي لقيه لدى وصوله المدينة خلال الساعات الماضية، معتبرًا أنه يعبر عن مكانة قواته في نفوس أهالي المدينة.

واعتبر حفتر، أنه مهما قدم الجيش من جهود وتضحيات من أجل أمن واستقرار الجنوب تبقى مدينة «سبها عموده الفقري وتستحق المزيد».

وأعرب حفتر عن سعادته بالاستعراض العسكري للكتائب المنتمية إلى الجنوب، مشيراً إلى أنه ما كان لهذه الكتائب أن تؤدي دورها بنجاح في محاربة الإرهاب وتأمين المنطقة لولا تعاون أهالي الجنوب معها في تسهيل مهامها وأداء واجباتها.

كما أكد استمرار القيادة في العمل لتطوير قدرات قواتها العسكرية من أجل تحقيق أقصى درجات الأمن والاستقرار رغم كل التحديات والعقبات، مذكرا بجهود قوات القيادة العامة وما قدمته من تضحيات في حربها ضد الإرهاب والانتصار عليه في ملحة الكرامة.

ولفت إلى أن ليبيا لن تسقط ما دام في جيشها الوطني قلب ينبض، وفي نفوس أبنائها إرادة لا تقهر، وإصرار على مواجهة التحدي بالتحدي، ولن تسقط ما دام الشعب يدًا واحدة، وسيواصل الشعب الليبي مسيرته الوطنية حاميًا لوحدة ليبيا وسيادتها، ومدافعًا عن شعبها حتى آخر قطرة في دمائه.