وضع سياسي متأزم تمر به ليبيا الآن، فبين ليلة وضحاها يتغير الكثير على تلك الأرض، التي لم تهدأ يوماً، منذ أن سقط نظام الزعيم الراحل معمر القذافي، فمر عليها كل الطامعين في السلطة، من مختلف الأطياف، وسار الأمر بها إلى حالها اليوم.
حكومتان موجودتان في البلاد، إحداهما في الشرق، تدعمه شرعية الكيان الوحيد المعترف به الآن وهو مجلس النواب، بعد أن جاءت به في خضم ما تمر به البلاد من أزمات، وحكومة أخرى تقبع في غرب البلاد، فقدت شرعيتها، وتستقوى ببعض العلاقات الخارجية وحفنة من المجموعات المسلحة.
احتدم الصراع بين الحكومتين، ففي الوقت الذي يتمسك به عبد الحميد دبيبة، رئيس حكومة الوحدة المنتهية ولايتها، بالسلطة والنفوذ، يلتزم فتحي باشاغا، رئيس الحكومة الجديد ضبط النفس ولا يرغب في صدام مسلح بين مؤيديه ومؤيدي حكومة الوحدة على مشارف طرابلس ومحيطها لتعود البلاد عدة خطوات للوراء.
وبدأت المعادلة تتغير، بعد أن أجرت قوات “اللواء 217″، الداعم لرئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا، استعراضا عسكريا، في ضواحي مدينة مصراتة في غرب ليبيا، الثلاثاء الماضي، على مرأى ومسمع من حكومة الوحدة.
ونشرت صفحة الحكومة المكلفة من مجلس النواب، التابعة لباشاغا، عدة صور تظهر أرتالا عسكرية قالت إنها استعراض اللواء 217 قوة حماية الشرعية الداعم للحكومة الليبية.
تلك الصور التي نشرتها صفحة حكومة باشاغا، بمجرد أن تم نشرها، تناقلتها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وعرضت جانبا من الاستعراض العسكري، وقالت إن اللواء الذي يقوده العقيد سالم جحا يضم 85 كتيبة من مدينة مصراتة وحدها.
ذلك الاستعراض، الذي تزامن مع احتفال ليبيا بذكرى تأسيس الجيش الليبي، ربما له دلالة كبيرة، وربما رغب باشاغا من خلال هذا الأمر أن يبعث برسالة إلى عبد الحميد دبيبة، تتضمن بين سطورها أن وجوده على رأس الحكومة في غرب البلاد أوشكت فصولها على الانتهاء، وأنه سيمارس عمله قريبا من العاصمة الليبية طرابلس.