فيروس كورونا يتفحش في ليبيا.. ودبيبة “عاجزاً” بلا فائدة

0
168
دبيبة يتلقى لقاح كورونا

يعيش النظام الصحي في ليبيا، أسوء فتراته، في ظل تفشي فيروس كورونا وتفحشه، درجة وصلت بمعدلات الإصابة في اليوم الواحد لأكثر 4 آلاف حالة، على الرغم من وعود حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها عبدالحميد دبيبة بالسيطرة على الوضع.


وفي الوقت الذي تتعهد فيه الحكومة بالحل، لم تعد المستشفيات والمرافق الطبية قادرة على توفير الرعاية الصحية اللازمة للمواطنين بسبب نقص الأجهزة والمعدات وكذلك المستلزمات الطبية، درجة أن مراكز كاملة خرجت من الخدمة بسبب إصابة طواقمها.


وارتفعت الحصيلة الإجمالية للإصابات في ليبيا، منذ بداية الجائحة في مارس 2020، إلى 229 ألفًا و406 حالات، بينها 40 ألفا و792 نشطة، و185 ألفًا و468 شفاء، و3344 وفاة، لتصبح البلاد أمام تحد كبير، في ظل منظومة صحية هشة كانت ضحية للفوضى وسرقات الحكومات الماضية.


وقبل عيد الأضحى، قررت الحكومة الليبية، إعادة فرض حزمة من القيود والإجراءات الصارمة لمواجهة تصاعد الإصابات بفيروس كورونا، حيث أصدر رئيس الوزراء قرارا يقضي بـ”إقفال تام ولمدة أسبوعين” للمقاهي وصالات المناسبات الاجتماعية، ومنع إقامة تجمعات المآتم والأفراح، وحظر استخدام وسائل النقل المشترك مع السماح للمطاعم بالعمل عبر خدمة التوصيل فقط.


وألزم قرار آخر لرئيس الوزراء كافة المؤسسات والمصالح الحكومية والخاصة باتخاذ كافة التدابير الوقائية للحد من انتشار الفيروس لمدة أسبوعين قابلة للتمديد، على أن يقتصر حضور الموظفين على نسبة 25 %.


ولم يلتزم دبيبة نفسه بما أقره على المواطنين، حيث افتتح مؤخراً، مصيفاً، ومقهى ولم يلتزم بمكامته التي ألزم المواطنين بارتدائها.


فبعد ساعات قليلة من قرار دبيبة، افتتح مصيف “الليدو” أو “السندباد” سابقا في العاصمة طرابلس للتنزه، وأقيم فيه احتفالاً ضم عروضاً فنية ورياضية، مع عرض البارشوت، وتشغيل موسيقى أجنبية، وسط حضور عشرات الزوار من النساء والأطفال والرجال.


وخلت الاحتفالية التي أقيمت احتفالاً بافتتاح المصيف الجديد، من أي إجراءات احترازية منعا لنقل عدوى كورونا، فلا يوجد تباعد اجتماعي بين الحاضرين، ولا يوجد من يرتدي كمامة، الجميع يرقص ويغني وسط الهواء العليل الذي حتماً سيكون عاملاً هاماً في نقل الفيروس لأكبر عدد من هؤلاء.


وتؤكد كافة المؤشرات، فشل حكومة الوحدة الوطنية في ملف مواجهة جائحة كورونا حتى الآن، كغيرها من الملفات الهامة والشائكة مثل ملف نزع السلاح من الميليشيات وطرد المرتزقة والقوات الأجنبية أو حتى المطالبة بطردهم من البلاد، بالإضافة إلى عدم وجود أي بادرة لتهيئة البلاد لاسقبال الاستحقاق الانتخابي والذي من المقرر له أن يجري بنهاية العام الجاري.


وخلال الأسبوع الماضي، حذرت يونسيف من الانتشار السريع لفيروس كورونا في ليبيا، مشيرة إلى أن معدل التطعيم منخفض للغاية، مما يستلزم المزيد من السرعة في الاستجابة.


وتابع “عشية عيد الأضحى، تتمنى اليونيسف لجميع الأطفال في ليبيا وعائلاتهم عيدًا آمنا وصحيا، ومن أجل أن يكون العيد آمنا؛ نحث جميع الناس في ليبيا، بشدة، على ارتداء الأقنعة، والحفاظ على التباعد الجسدي، وغسل اليدين بشكل متكرر، والتطعيم”.


وتشهد ليبيا ارتفاعاً مقلقاً في حالات الإصابة بفيروس كورونا في الأسبوعين الماضيين حيث بلغت الإصابات ذروتها، إذ سجل المركز الوطني لمكافحة الأمراض 4061 حالة إصابة جديدة في 18 يوليو، وهو أعلى معدل يومي منذ ظهور الوباء.


ويعانى قطاع الصحة في ليبيا خلال السنوات المنصرمة أزمات خانقة، من نقص حاد في الأطقم الطبية والأدوية والمستلزمات التشغيلية الأساسية، إضافة إلى أن عدداً كبيراً من المرافق الصحية أغلق أبوابه بشكل كامل، بعد تعرّضه للاستهداف، أو لكونه يقع في مناطق تشهد معارك مسلحة بين أطراف الصراع، كما غادرت الأطقم الطبية البلاد بسبب تفاقم الوضع الأمني.

وفي وقت سابق، أعلنت ممثلة منظمة الصحة العالمية إليزابيث هوف، أن نحو 1.3 مليون ليبي لا يستطيعون الحصول على الرعاية الصحية المناسبة، وأن 43 من بين 98 من المستشفيات تم تقييمها على أنها معطلة كلّياً أو جزئياً، بسبب نقص الأدوية والإمدادات الطبية، الأمر الذي قد يزيد من تفاقم الوضع الإنساني في البلاد.


وكشف المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا، عن عدد من حصلوا على التطعيمات الخاصة بـ فيروس كورونا، مؤكداً أن عددهم 490 ألفا و614 شخصا، وفق آخر حصيلة صادرة عن المركز.