الإخوان والديمقراطية الكاذبة.. السويحلي يعيد للأذهان انقلاب الجماعة على انتخابات 2014

0
331
الإخوان

لا ينطق لسان من ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين في كل بقاع الأرض، إلا بالادعاءات والكذب، فمنذ أن عَزم حسن البنا وبعض أصحاب الفكر المتطرف في مصر، تأسيس الجماعة، كان منهجهم الرئيسي هو “الكل خاطئ ما لم يتبعنا”، وباء فكري تَفشى في بلاد النيل، وسرعان ما انتقل لباقي الدول العربية وأولهم دولة ليبيا.

استغلت جماعة الإخوان في ليبيا حالة الهوان والضعف التي عاشتها البلاد في أعقاب أحداث فبراير 2011، وحققت مُبتغاها بالوصول لمناصب قيادية في الدولة، مُستعينة لقوى خارجية لتَستند عليها، وادعوا في تلك الفترة أنهم يرغبون في تطبيق الديموقراطية في البلاد، وعلى الرغم من تلك الادعاءات، إلا أنهم أبعد ما يكون عن النظم الديموقراطية وتحقيق الاستحقاقات الانتخابية.

في عام 2014، عزم الإخوان أمرهم لخوض الانتخابات البرلمانية في ليبيا، وعلى الرغم من زعمهم وظنهم أن لهم ظهير شعبي كبير في الأوساط الليبية، إلا أن النتائج كانت صادمة لهم، وأكدت أن الشعب الذي ذاق مرارة الحُكم الزائف باسم الدين والتطرف الذي تفشى في ربوع البلاد، لن ينخدع في هؤلاء مجدداً.

في تلك الانتخابات، حسمت نتائج 188 مقعدا من أصل 200 مقعد، وهو العدد الكلي لمقاعد مجلس النواب حينها، وتوزعت المقاعد الشاغرة بسبب الأوضاع الأمنية في دوائرها والبالغ عددها 12 مقعدا، على عدة دوائر فرعية أخرى، الصدمة الكبرى أن الإخوان لم يحققوا أكثر من 23 مقعدا من أصل إجمالي المقاعد.

قابل إخوان ليبيا ذلك الرفض الشعبي، بإعلانهم التمرد على الديموقراطية التي يدعون أنها مطلبهم بعد أحداث 2011، ورفضهم لتلك الانتخابات كان ضرورياً، باعتبار أن التنظيم الدولي للجماعة، يرى في ليبيا هي قاعدة الانطلاق وبيئة مناسبة لسيطرة أصحاب ذلك الفكر، خاصة بعد اسقاطهم في الجارة مصر، ورفضهم شعبياً بعد لجوؤهم للعنف وتنفيذ عمليات اغتيال وقتل لرموز الدولة.

التاريخ يُعيد نفسه الآن، وكأن الإخوان يرغبون في تذكير الجميع أنهم أعداء لدودين للديموقراطية التي يدعون تَبنيها ويزعمون أنها منهج لهم في الحياة السياسية في ليبيا، فبعد أن وصلت ليبيا لاتفاق سياسي بتوثيق من كافة أطيافها، ووصلت سلطة جديدة مؤقتة للحكم، تَحدد نهاية العام الجاري لإجراء الانتخابات، إلا أنه الإخوان بكل تأكيد يرفضونها.

وكشفت تصريحات رئيس المجلس الاستشاري الليبي السابق، عبد الرحمن السويحلي، عن رفض الإخوان وتابعيها لتلك الانتخابات، وأكد في تصريحاته أن النظام الذي وصفه بـ “المفتت” هو الأفضل لليبيا حالياً، رغم ما فيه من عيوب كبيرة، مُستبعداً وبشكل قاطع خيار الانتخابات عن طريق اللجوء للصناديق.

ترغب جماعة الإخوان بليبيا، في إقصاء كل من يرونه مُنافساً قد يطيح بتطرفهم وفكرهم من البلاد، وينهي حالة الفوضى التي تعيشها ليبيا، كما أن حالة الرفض الشعبي لهم، جعلتهم يستبعدون نهائياً خيار الانتخابات، لأنها بكل تأكيد ستطيح بهم من الساحة.