في الوقت الذي أغرق فيه عمداء بلديات طرابلس الخمسة وهم طرابلس المركز وحي الأندلس وسوق الجمعة وابو سليم وعين زارة، بلدياتهم في الأزمات، طالبوا المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بسرعة توريد محطات كهرباء من أجل توليد الكهرباء لحل الأزمة التي أرقت سكان تلك المناطق، باحثين عن مسكنات لأزمة الكهرباء، وتاركين باقي المشكلات التي تعاني منها بلدياتهم.
وعلى الرغم من أن عدم استكمال إنشاء محطة توليد غرب طرابلس، أو إنشاء محطة كهرباء كبيرة تحل أزمات تلك البلديات، طالب عمداء البلديات باستقدام محطات استعجالية، لن تحل الأزمة، ولكنها ستكون بمثابة “مسكنات” وحلول مؤقتة، إلا أن البعض يرى أن الأمر وراءه مصالح شخصية و”بيزنس”.
وانشغل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، في انفاق أموال الليبيين والميزانيات المخصصة لتطوير خدماتهم وحل أزماتهم، على الميليشيات وتسليحها، وانفاق مليارات الدولارات في دفع مستحقات “وهمية” لتركيا، ودفع رواتب المرتزقة السوريين الذين أرسلهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى طرابلس للالتحاق بالميليشيات التابعة لحكومة الوفاق.
أزمة الكهرباء ليست الأزمة الوحيدة التي يعاني منها أبناء ليبيا في غرب البلاد، فتلك البلديات التي يحكمها مجموعة من المُنتفعين والتابعين للأتراك وحكمهم، لا يهتمون في الأساس بمشكلات المواطنين أو همومهم، وعندما ضاقت الدنيا بهم بسبب الحراك الذي شهده الشارع الليبي في تلك المناطق، فلجأوا إلى حيلة يضربون بها عصفورين بحجر واحد، فزعموا أنهم يسعون لحل أزمة الكهرباء، ولكن في بطانها الخروج بمصلحة شخصية مُستهدفين أموال الليبيين.
وانتقد الليبييون البيان المشترك الذي أصدرته بلديات طرابلس الخمسة، مطالبتهم بتوريد محطات توليد كهرباء مؤقتة لحل أزمة الكهرباء، حيث انهالت التعليقات السلبية على البيان، واتهموا عمداء البلديات بالتواطئ على الشعب الليبي والسعي وراء مصالح شخصية وإقامة “بيزنس” خاص بهم ينتفعون من وراءه.
وقال أحد المعلقين على البيان: ” موضوع بزنس.. بدل ما تطالبوا باستكمال مشروع محطة توليد غرب طرابلس أو انشاء محطة توليد مثل محطة أوباري .. تطالبوا بحلول مؤقتة لاستمرار عمر الأزمه بمحطات استعجاليه لا تسمن ولا تغني من جوع”.
وقال مواطن أخر: “إن شاء الله مايصرفولك ربع دينار ياعميد بلدية حي الأندلس أول مرة نعرف اسمك، عمرك مادرت حاجة في البلدية مخلاها ومهزلة وكان عطوك فلوس يجيك سيدك الطرابلسي”.
ووجه مواطن أخر انتقادات كبيرة لإهمال عمداء البلديات أزمات الماء والكهرباء، وقال: ” للاسف صح النوم تكلمنا مند توليكم المهام وقلنا هذه عاصمة لابد من توفر الماء والكهرباء بانشاء محطات تحلية ومحطات توليد للطاقة لكن مفيش فايدة زي اللي ينفخ في قربه منقبه”.
وقال مواطن أخر: “مبلغ 2 مليار دينار الذي سيصرف للبلديات كفيل بحل مشكلة الكهرباء في ليبيا بالكامل، لاش ماطالبوش العمداء بذلك . لأن هذه الأموال إذا ذهبت للبلديات ستذهب أدراج الرياح في ظل عدم وجود محاسبة وشفافية وكذلك الشكوك الكبيرة التي تحوم حول المراقبين الماليين التابعين للبلديات لك الله ياليبيا”.