ونيس بوخمادة.. 5 سنوات على رحيل أسد الصاعقة وبطل معارك ليبيا ضد الإرهاب

0
153
ونيس بوخمادة
ونيس بوخمادة

تمر هذه الأيام الذكرى الخامسة لوفاة اللواء ونيس بوخمادة، آمر القوات الخاصة بالجيش الوطني الليبي، الذي رحل في الأول من نوفمبر عام 2020، بعد مسيرة حافلة بالعطاء العسكري والتضحيات التي جعلت اسمه محفورًا في ذاكرة الليبيين كأحد أبرز القادة الذين واجهوا الإرهاب بشجاعة وثبات.

عُرف بوخمادة بين أبناء وطنه بلقب «الفهد الأسمر» أو «أسد الصاعقة»، نظرًا لدوره البارز في قيادة المعارك ضد التنظيمات المتطرفة خلال السنوات العصيبة التي مرت بها ليبيا، وخاصة في مدينتي بنغازي ودرنة.

وُلد ونيس بوخمادة سنة 1960 في مدينة مرزق بجنوب ليبيا، وينتمي إلى قبيلة المغاربة. التحق بالكلية العسكرية وتخرج منها سنة 1981، ليتدرج في المناصب داخل القوات الخاصة “الصاعقة” حتى تولى منصب آمر فرع الاحتياط، قبل أن يصبح لاحقًا قائدًا عامًا للقوات الخاصة.

خلال مسيرته، شارك بوخمادة في العديد من الدورات العسكرية المتقدمة داخل ليبيا وخارجها، شملت دورات الصاعقة والمظلات والعمليات الخاصة، كما نال عدة أوسمة تقديرًا لخدمته المتميزة، منها أربعة أنواط واجب ونوط الخدمة الطويلة ونوط التدريب العسكري.

كان لبوخمادة دور محوري في عملية الكرامة التي أطلقها الجيش الوطني الليبي عام 2014، حيث قاد قواته في معارك شرسة ضد التنظيمات الإرهابية، وتمكن من توحيد كتائب القوات الخاصة تحت راية واحدة ضمن صفوف الجيش، مما عزز من قوة العمليات الميدانية في مواجهة ميليشيات مثل أنصار الشريعة و17 فبراير ومجالس شورى بنغازي ودرنة التي بايعت تنظيم داعش الإرهابي.

لم يكن بوخمادة مجرد قائد ميداني، بل كان رمزًا للانضباط والوطنية في نظر من عرفوه، يجمع بين الحزم والإنسانية في تعامله مع جنوده، ويضرب المثل في الشجاعة والتواضع.

وبعد خمس سنوات على رحيله، لا يزال اسمه حاضرًا في الذاكرة الوطنية، حيث يصفه رفاقه بأنه «القائد الذي لم يهرب من المعركة يومًا»، فيما يرى فيه كثير من الليبيين رمزًا للتضحية والإخلاص في سبيل الوطن.

رحل ونيس بوخمادة جسدًا، لكنه ترك إرثًا من البطولات التي ترويها ميادين القتال في الشرق الليبي، لتبقى ذكراه عنوانًا للوفاء والشجاعة في تاريخ ليبيا الحديث.