تركيا لن تتحمل سياسات أردوغان.. المغامرات الإقليمية مع العرب ثمنها ثقيل

0
88
سقوط رجب أردوغان
سقوط رجب أردوغان

هل تستطيع تركيا تحمل أعباء سياسات أردوغان في ليبيا وسوريا واليمن؟.. بالطبع لا، فمشروعات رجب أردوغان فاشلة وباهظة الثمن، ناهيك عن فشله في إدارة ملفات بلاده الداخلية، ما بين انهيار اقتصادي ووضع صحي سيء لا يختلف عن الحقوقي شيء.

تقول صحيفة “أوراسيا ديلي” في مقال لها بعنوان: ” تركيا تبني “خلافة” من ليبيا إلى اليمن: العرب مستاؤون من أردوغان”، حول عجز تركيا عن تحمل أعباء سياسات أردوغان في ليبيا وسوريا واليمن، وعمل مصر والسعودية المتأني على إفشال خططه.

السياسة التركية الخارجية يصفها مراقبون بـ “المغامر”، وهو ما ينطبق على تصرفاتها على الأرض، فالدولة تورطت في عدة اتجاهات إقليمية في وقت واحد، أحدها، الشرق الأوسط، حيث، يمكن في الواقع ملاحظ التدهور المستمر في علاقات تركيا مع قادة العالم العربي، وفق الصحيفة.

تقول الصحيفة، إن الملف الليبي بدا الأكثر تشابكاً، حيث تسعى أنقرة لوضع “موطئ قدم” في اليمن، مضيفة أن العرب يرون المغامرة التركية في اليمن أكثر استفزازاً منها في ليبيا، فليس لدى أنقرة مصالح اقتصادية خاصة هناك، باستثناء الهدف العام المتمثل في الوصول إلى البحر الأحمر.

وفسرت الصحيفة تلك التحركات، بأن أردوغان يريد إيصال رسالة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي- خصمه اللدود- فكرة أنه يمكن أن يخنق مصر من جهتين، باكتساب موطئ قدم على حدودها الغربية (ليبيا) والمداخل الجنوبية الشرقية (اليمن)؛ وأرسل للمملكة العربية السعودية إشارة عن اقتحام منطقة مصالحها الجيوسياسية التقليدية.

وتضيف: القاهرة والرياض، لا تنويان الدخول في مواجهة مفتوحة مع أنقرة. إنما يُعطون الأفضلية للإنهاك البطيء لتركيا التي وضعت نفسها تحت ثقل جيوسياسي فادح وستنهار قريباً من الداخل بسبب الافتقار إلى الهامش الضروري من القوة الاقتصادية، وبالطبع لن تستطيع قطر تمويل مشاريع أردوغان الباهظة الثمن إلى أجل غير مسمى، والإمكانات القتالية للإخوان المسلمين، كما أظهرت الأحداث في سوريا، محدودة.

السيناريوهات المنتظرة لسياسات أردوغان، ستجبره بالفعل على التراجع عن لعبته، وذلك لأسباب موضوعية، وتشير الصحيفة أن أنقرة، لن تتمكن من إدارة عدة اتجاهات إقليمية في وقت واحد، مع ضمان النجاح في سوريا وليبيا واليمن في الوقت نفسه، لكنها ستكون قد تجاوزت نقطة اللا عودة بحلول هذا الوقت، من المحتمل أن يتحقق هذا الوضع عند الذكرى العشرين لولاية أردوغان، والتي تصادف العام 2022.

واختتمت الصحيفة: “يُنتظر أن يواجه أردوغان، قبل عام من الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية، إخفاقا تاما لخططه في سوريا وليبيا. وبعد ذلك، ينبغي توقع تصعيد سياسي داخلي في تركيا نفسها، حيث قد تتلاقى مصالح المعارضة الصاعدة وجزء من الجنرالات في مرحلة ما وتصب في نقطة واحدة نحو تنحية أردوغان من السلطة”.