لم تمر سوى أيام على الإعلان عن اتفاق أمني في العاصمة الليبية طرابلس، حتى جاءت اشتباكات جنزور لتؤكد هشاشة الترتيبات الأمنية وصعوبة ترجمتها إلى واقع مستقر.
ومع حلول فجر الأحد، تجددت المواجهات المسلحة في بلدية جنزور، الواقعة على بعد 12 كيلومترًا غرب وسط العاصمة، بين تشكيلات محلية محسوبة على حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
وأسفرت الاشتباكات عن إغلاق الطريق الساحلي الرابط بين طرابلس والزاوية، في مشهد عكس استمرار الفوضى الأمنية رغم الوعود بمرحلة جديدة من التهدئة.
واندلعت المواجهات بين “القوة المشتركة جنزور” بقيادة محمود جعفر وتشكيلات تابعة للقيادي منير السويح، وسط استخدام للأسلحة المتوسطة وإطلاق نار عشوائي امتد إلى الأحياء السكنية، ما أثار الذعر بين المدنيين وأجبر التجار على إغلاق سوق الخضروات بالمدينة.
ورغم تدخل اللواء 52 مشاة لفض النزاع، فإن الأحداث سرعان ما اكتسبت طابعاً أعقد بعد اقتحام مستشفى جنزور واختطاف فتاة كانت تتلقى العلاج، في واقعة أثارت جدلاً واسعاً حول تفاقم الانفلات الأمني وخطورة اختلاط الجريمة المنظمة بالصراع المسلح.
وتأتي هذه التطورات بعد أسبوع واحد فقط من توقيع اتفاق أمني في طرابلس، منتصف سبتمبر 2025، بين حكومة الوحدة الوطنية وجهاز الردع لمكافحة الجريمة والإرهاب.
وتضمن الاتفاق بنوداً جوهرية، أبرزها تسليم جهاز الردع قاعدة معيتيقة – التي تضم المطار والسجون – إلى جهات محايدة من مؤسسات الدولة، في خطوة اعتُبرت تحولاً كبيراً في موازين القوى داخل العاصمة، كما كان الاتفاق بمثابة محاولة لتفادي اندلاع مواجهة عسكرية واسعة، بعد تحشيدات متبادلة كادت تفجر حرباً جديدة في طرابلس.
ويثير استمرار الاشتباكات في جنزور تساؤلات جدية حول قدرة الاتفاق على تحقيق أهدافه. فبينما نصّت التفاهمات على تثبيت وقف إطلاق النار وإخلاء العاصمة من المظاهر المسلحة، تكشف المواجهات الأخيرة أن الصراع على النفوذ لا يزال محتدماً في أحياء طرابلس ومحيطها.
كما أن تعقيدات المشهد، مثل تورط جماعات محلية في أنشطة غير مشروعة، تجعل من الصعب ضبط الترتيبات الأمنية بمجرد قرارات سياسية أو بيانات تفاهم.
وتتجاوز دلالات ما جرى في جنزور حدود الاشتباك المحلي؛ فهي إشارة مبكرة إلى أن الاتفاق الأمني يفتقر إلى ضمانات كافية لإنفاذه على الأرض.
وبينما تجتمع لجنة الترتيبات العسكرية لمناقشة خطوات التهدئة، يظل السؤال الأبرز هو ما إذا كانت العاصمة الليبية قادرة فعلاً على تجاوز دوامة الصراع المسلح، أم أن الاتفاق الأخير لن يكون سوى حلقة جديدة في سلسلة تفاهمات قصيرة العمر.
وزيادة على ذلك، فإن ضعف الثقة بين القوى المسلحة وتداخل النفوذ الخارجي يعمّقان المأزق، حيث باتت كل مواجهة محدودة مؤشراً على أن أي شرارة قد تعيد العاصمة إلى مربع الفوضى.
وبهذا المعنى، تكشف جنزور أن مستقبل الاستقرار في طرابلس لا يتوقف فقط على نصوص الاتفاق، بل على استعداد الأطراف للالتزام به فعلياً وتنازلها عن جزء من نفوذها لمصلحة الدولة.
- ليبيا.. وزير التعليم العالي بحكومة الوحدة يبحث دعم خطط البحث العلمي
- الفريق صدام حفتر يستقبل وفدا من مشايخ وأعيان قبيلة أولاد سليمان
- مفوضية الانتخابات الليبية تعتمد عمداء 35 مجلسا بلديا
- انخفاض معدلات إنتاج النفط والغاز والمكثفات في ليبيا
- أهلي طرابلس يحصد برونزية تاريخية في كأس القارات لكرة السلة
- اشتباكات جنزور تفضح هشاشة اتفاق وقف التصعيد.. هل تصمد التهدئة في طرابلس؟
- تجدد القتال في جنزور.. اشتباكات تغلق الطريق الساحلي وتثير مخاوف الأهالي
- انطلاق العام الدراسي الجديد في ليبيا وسط توجيهات وزارية وتدابير أمنية
- منظمة إيطالية تتهم ميليشيات تابعة لعبد السلام الزوبي بالاتجار بالبشر
- طقس ليبيا اليوم: أجواء معتدلة وأمطار خفيفة متوقعة على بعض مناطق الشمال
- الدولار يسجل 7.37 دينار ليبي في تعاملات السوق الموازية
- ليبيا توقع مع “يونيسف” خطة تعاون لدعم الطفولة حتى 2026
- الفريق أول صدام حفتر يفتتح فعاليات جائزة “ليبيا الدولية للقرآن الكريم” في بنغازي
- مستشار ترامب: لقاء الأطراف الليبية في روما “مهم جداً” وخطوة نحو توحيد المؤسسات
- ملتقى قبائل ورفلة يناقش إتمام المصالحة الوطنية وبناء الدولة المدنية