تواجه خارطة الطريق التي أعلنت عنها المبعوثة الأممية إلى ليبيا هانا تيتيه، في إحاطتها الأخيرة لمجلس الأمن، تحديات كبيرة على الأرض بسبب نفوذ الميليشيات المسلحة في غرب ليبيا، خصوصاً تلك المرتبطة برئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة.
وشهدت الأيام الأخيرة تحركات واسعة للميليشيات الموالية للدبيبة في طرابلس ومحيطها، حيث اعتبر مراقبون أن هذه التحركات رسالة واضحة لإفشال أي مسار سياسي قد يهدد بقاء الحكومة الحالية. ويأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه الدعوات الأممية والدولية لإنهاء حالة الانقسام وتوحيد المؤسسات عبر حكومة جديدة تحظى بشرعية داخلية وخارجية.
البعثة الأممية أعربت في بيان عن انزعاجها البالغ من تصاعد التوترات واستمرار التعبئة العسكرية في العاصمة طرابلس، محذرة من أن أي تجدد للاشتباكات ستكون له عواقب وخيمة لا تقتصر على العاصمة فقط، بل قد تمتد إلى مناطق أخرى، مع ما يمثله ذلك من خطر جسيم على حياة المدنيين. ودعت البعثة جميع الأطراف إلى التوقف عن التصعيد واللجوء للحوار تحت إشراف المجلس الرئاسي.
وتقوم خارطة الطريق الأممية الجديدة على 3 ركائز هي: إعداد إطار انتخابي لإجراء الانتخابات، وتوحيد المؤسسات عبر تكليف حكومة موحدة جديدة، وإطلاق حوار شامل لتعزيز الحوكمة والمشاركة الوطنية.
لكن تصاعد التوترات الميدانية في الغرب الليبي يضع هذه الخطة على المحك، مع مخاوف من أن تنسف المواجهات العسكرية المحتملة أي فرصة لعودة المسار السياسي.
ويرى كثير من المحللين أن أزمة ليبيا ليست سياسية فحسب، بل بالأساس أمنية ناتجة عن سيطرة الميليشيات على القرار داخل العاصمة، وهو ما يجعل أي حكومة جديدة أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الدخول في تحالف مع هذه المجموعات المسلحة لضمان ولائها، أو الدخول في صدام مباشر قد يقود إلى مواجهات عسكرية واسعة.
وفي ظل هذه المعادلة الصعبة، تتصاعد الأصوات التي تطالب بضرورة البدء أولاً في تفكيك الميليشيات ونزع سلاحها قبل الشروع في تشكيل أي حكومة جديدة، معتبرة أن استمرار نفوذها سيجعل من المستحيل تنفيذ خارطة الطريق الأممية على أرض الواقع.
ويبقى السؤال المطروح اليوم: هل تستطيع بعثة الأمم المتحدة فرض مسارها السياسي وتشكيل حكومة جديدة قادرة على أداء مهامها، أم أن سطوة الميليشيات ستظل العائق الأكبر أمام أي محاولة لإعادة بناء الدولة الليبية؟
- رئيس المجلس الرئاسي الليبي يصل الجزائر وتبون في مقدمة مستقبليه
- مجلس الأمن يرحب بخارطة الطريق الأممية ويدعو الأطراف الليبية للانخراط فيها
- بين هيمنة الميليشيات في الغرب وخارطة الطريق الأممية.. إلى أين يتجه مستقبل ليبيا؟
- طرابلس تحتضن “منتدى ليبيا – أفريقيا الدولي للغاز” في ديسمبر المقبل
- هيئة الرقابة الإدارية الليبية توقع مذكرة تفاهم مع الأكاديمية الدولية لمكافحة الفساد