تصارع إيطالي تركي على النفوذ العسكري في مصراته.. والسراج يدعو للتعاون

0
106

تداعيات مستمرة لواقعة منع فرق طبية تابعة للجيش الإيطالي من دخول مدينة مصراته الليبية بحجة عدم وجود تأشيرة مع أفرادها، من قبل عسكريين أتراك، السبت الماضي.

واستنكرت أجهزة ومؤسسات إيطالية تلك الواقعة، واعتبرتها شيء مهين لإيطاليا ولقواتها المسلحة، بحسب ما جاء في بيان وزارة الدفاع الإيطالية، الأحد.

والسبت، هبطت طائرة عسكرية إيطالية، وهي هرقل C 130 قادمة من بيزا وعلى متنها 40 جنديًا، للقيام بعمليات دعم في مصراته في الساعة 17.30 بتوقيت ليبيا.

وتأتي تلك الواقعة في ظل تصارع إيطالي وتركي على النفوذ العسكري في مصراتة، في وقت يتزايد فيه التواجد التركي في المدينة، دعماً لحكومة الوفاق التي تدعو للتعاون العسكري مع إيطاليا.

وإزاء هذه التطورات، حاول رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج، استرضاء الجانب الإيطالي، تجاه ما يحصل عليه من دعم من روما، سياسياً وفي ملفات أمنية، وعلى رأسها الهجرة غير الشرعية، ودعا لتكثيف التعاون بين الحكومتين.

واليوم الأربعاء، التقى السراج وزير الدفاع الإيطالي السيد لورينزو غويريني، في زيارة وصفها المكتب الإعلامي لحكومة الوفاق، بأنها في إطار التشاور وتبادل وجهات النظر بين البلدين الصديقين، وتناول الاجتماع مستجدات الأوضاع في ليبيا وعدد من ملفات التعاون المشترك.

وحضر اجتماع اليوم، سفير إيطاليا لدي ليبيا، جوزيبي بوتشينو، ورئيس قيادة أركان الدفاع الجنرال إنزو فيتشاريللي، ورئيس جهاز الأمن الخارجي الجنرال جياني كارفيللي، وقائد العمليات بوزارة الدفاع الجنرال لوتشيانو بورتولانو ، والوزير المفوض المستشار ماسيمو ماروتي، ورئيس مكتب السياسة العسكرية الأميرال جيانفر انكوانوتسياتا.

وزعم بيان الوفاق، أن السراج ووزير الدفاع الإيطالي، أكدا على أهمية العودة للمسار السياسي وفقاً لقرارات مجلس الأمن ومخرجات مؤتمر برلين، والتوصل إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار.

وحضر اللقاء من جانب حكومة الوفاق، نائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق، وزير خارجيتها محمد سيالة، ووكيل وزارة الدفاع صلاح الدين النمروش، ورئيس جهاز الأمن الداخلي اللواء رشيد محمد الرجباني، ورئيس جهاز المخابرات العامة العميد صبري دريز، ونائب مدير إدارة الشؤون الأوربية بوزارة الخارجية عبد الرحمن مازق.

وأكد الجانبان خلال الاجتماع على أهمية العودة للمسار السياسي وفقا لقرارات مجلس الأمن ومخرجات مؤتمر برلين، والتوصل إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار .

وضمن محاولات الاسترضاء، فتحت الوفاق، ملفات التعاون الأمني والعسكري في مجال إزالة الألغام والمفخخات، ووضع برامج للتدريب واستقبال الطلبة العسكريين الليبيين بالكليات العسكرية الإيطالية، وعودة الشركات الإيطالية لاستئناف نشاطها في ليبيا، وفق البيان.

وتأتي هذه الزيارة بعد واقعة منع 40 جندياً إيطالياً من الهبوط في مصراته، إلا أن حكومة الوفاق التي تتلقى دعماً مالياً وسياسياً من روما، لم تشر إلى ما يدينها حول واقعة الطائرة العسكرية، والتي تؤكد سيطرة الأتراك على مؤسساتها والمطارات الليبية.

والأحد الماضي، أصدرت بيان وزارة الدفاع الإيطالية شديد اللهجة، والتي أكدت رفضها لمنع قواتها من الدخول إلى مدينة مصراتة، من قبل ضباط وعسكريين تابعين لتركيا، واعتبرته شيء مهين لإيطاليا ولقواتها المسلحة، بالإضافة لوصف الأتراك بـ “معدومي الضمير”، لأنهم لم يسمحوا ‏للجنود الإيطاليين بحمل أسلحتهم في العاصمة طرابلس.

وتابع بيان وزارة الدفاع الإيطالية: السلطات التركية في مطار مصراته، رفضت السماح لبعض الجنود من كتيبة سيليو وجوليا بالهبوط، لأن تأشيرة الدخول كانت مفقودة في جوازات سفرهم.

وظهر الخلاف التركي والإيطالي، عقب تصريحات وزير الخارجية لويجى دى مايو في ديسمبر من العام الماضي، حين اعتبر أن مذكرتي التفاهم التي وقعها رئيس حكومة الوفاق فايز السراج والرئيس التركى رجب أردوغان، تمثلان مشكلة بالنسبة لبلدين من دول الاتحاد الأوروبي، كما تمثلان حساسية أيضًا بالنسبة للاتحاد بأكمله.

وعلق أيضاً رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي على المذكرتين الموقعتين من قبل حكومة فايز السراج مع تركيا، قائلا إن هاتين المذكرتين الموقّعتين غير مقبولتين بالنسبة لنا، وذلك كما أكدنا مجددًا خلال المجلس الأوروبي.

وفي وقت سابق، علق عضو لجنة الشؤون الخارجية وزعيم حزب فورزا إيطاليا السيناتور إنريكو إيمي، على واقعة الطائرة، بقوله: “قضية رفض عديمي الضمير، سخيفة وفي نفس الوقت مهينة لهم ولنا، عادت قواتنا إلى بيزا بعد بضع ساعات بنفس الطائرة. الأخبار لا تصدق، وتعكس أن بلدنا لم يعد يحسب لها حساب على المستوى الدولي مقارنة بالولايات المتحدة”.

وتابع: ” هذه الواقعة إذا حدثت مع مشاة البحرية الأمريكية، لن يتم معاملتهم كما حصل مع الجنود الإيطاليين، معتبراً مواصلة بلاده استقبال الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين، عبر ليبيا، قصة غير مقبولة.. الآن يسخرون منا، إذا كان لدينا قدر ضئيل من الكرامة، فسيتعين علينا أن نبدأ في مواجهة وصول هؤلاء المهاجرين، المهاجرين غير الشرعيين إلى بلادنا، ليسوا فقط يأتون بدون تأشيرة، ولكن أيضًا مع وثائق الهوية”.