اختُطف بعد معارضته للدبيبة وتوفى خلال احتجازه.. فمن هو عبد المنعم المريمي؟

0
208

في حادثة أعادت تسليط الضوء على ملف الحريات العامة والاختفاء القسري في ليبيا، توفي الناشط السياسي عبد المنعم المريمي، نجل شقيق المواطن الليبي المحتجز في الولايات المتحدة أبوعجيلة المريمي، بعد تعرضه لإصابات خطيرة بمقر النيابة العامة عقب احتجازه من قبل جهاز الأمن الداخلي في طرابلس.

وذكرت النيابة العامة الليبية، في بيان صادر عنها الخميس، إنها تسلّمت أوراق استدلال من جهاز الأمن الداخلي بشأن عبد المنعم المريمي، وقررت استجوابه رسميًا، إلا أن الحادثة وقعت بعد انتهاء التحقيق.

وأوضحت أنه أثناء انتظار عبد المنعم المريمي لحين إخطار ذويه بالحضور، قفز من الطابق العلوي عبر الفراغ بين الدرج، مما أدى إلى إصابات خطيرة تطلبت نقله إلى المستشفى، حيث فارق الحياة لاحقًا متأثرًا بتلك الإصابات.

وكانت مديرية أمن صرمان، أعلنت في وقت سابق من الأسبوع الجاري، أن المريمي تعرض للاختطاف على يد مسلحين مجهولين، وتم العثور على سيارته وبداخلها طفليه، بينما ظل مصيره مجهولًا حتى إعلان النيابة العامة عن نقله للمستشفى.

ويُعرف عبد المنعم المريمي كأحد النشطاء السياسيين البارزين في غرب ليبيا، وبرز اسمه في الأشهر الأخيرة بسبب مشاركته في مظاهرات مطالبة برحيل حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة.

كما ظهر عبد المنعم المريمي بشكل متكرر في وسائل الإعلام للحديث عن قضية عمه أبوعجيلة مسعود المريمي، المتهم من قبل الولايات المتحدة في تفجير طائرة “بان آم” فوق بلدة لوكربي عام 1988، والتي راح ضحيتها 270 شخصًا.

وتباينت ردود الأفعال بعد إعلان الوفاة، حيث رأى مراقبون أن الحادث يفتح الباب لتساؤلات جدية حول طبيعة الجهات التي تقف خلف عمليات الاعتقال والخطف في الغرب الليبي، وما إذا كانت تستهدف خصومًا سياسيين في إطار صراع النفوذ الجاري بالعاصمة طرابلس.

والسؤال المطروح الآن، هل كان عبد المنعم المريمي ضحية رأي؟ أم مجرد حادثة غير مقصودة كما تقول الرواية الرسمية؟

وفي الحالتين، تبقى تداعيات وفاته مرشحة لتصعيد سياسي وشعبي جديد ضد سلطات طرابلس، التي تواجه اتهامات متزايدة بخرق القانون والتضييق على الحريات.