تحول ديربي العاصمة الليبية بين ناديي الأهلي طرابلس والاتحاد، من مناسبة كروية مرتقبة إلى ساحة جديدة للفوضى والانقسام، بعدما توقفت المباراة إثر انسحاب طاقم التحكيم البرتغالي وسط احتجاجات عارمة داخل الملعب، وتوترات تصاعدت لاحقًا إلى أحداث عنف واعتداءات خارج.
البداية كانت مشحونة منذ اللحظة الأولى، في لقاء يجمع أكبر ناديين من حيث الجماهيرية والتاريخ، حيث شهد الشوط الأول طرد نجم الأهلي طرابلس حمدو الهوني بعد احتكاك مع لاعب الاتحاد سند الكوري، لتشتعل الأجواء مبكرًا.
وبعد استئناف اللعب، تقدم الاتحاد بهدف عبر محترفه المغربي نوفل الزهروني، ليحتفل بعض لاعبي الفريق بطريقة استفزازية أمام دكة بدلاء الأهلي، مما تسبب في فوضى واحتكاكات جسدية داخل أرض الملعب.
ما زاد المشهد تعقيدًا هو رفض طاقم التحكيم اتخاذ أي إجراء حيال هذه السلوكيات، حسب احتجاج الجهاز الفني للنادي الأخضر، والذي اعتبر الطرد غير مبرر، بينما غُضّ الطرف عن السلوك “اللاأخلاقي” – حسب وصفهم – للاعبي الاتحاد.
وعلى خلفية تصاعد التوتر، أعلن الطاقم التحكيمي انسحابه بشكل مفاجئ، دون قرار رسمي واضح من الجهات المعنية، ما فتح الباب أمام اقتحام الجماهير لأرضية الميدان.
ومع غياب السيطرة الأمنية، تم حرق حافلة فريق الاتحاد، وتعرّضت بعثة الفريق لاعتداءات، في واقعة وصفها النادي في بيانه بـ”الهمجية”، مطالبًا بفتح تحقيق ومعاقبة المسؤولين.
في المقابل، أصدر الأهلي طرابلس بيانًا استنكر فيه استخدام الرصاص الحي من قوات الأمن ضد جماهيره، وأكد إصابة عدد من المشجعين، مطالبًا بتحقيق عاجل تحت إشراف النيابة العامة ومحاسبة الاتحاد الليبي لكرة القدم على ما وصفه بـ”التقصير الفادح” في تأمين المباراة.
الحادثة لم تمر دون تداعيات سياسية أيضًا، بعدما أثار إعلان نجل رئيس حكومة الوحدة الوطنية، وهو أيضًا نائب رئيس نادي الاتحاد، عن نتيجة المباراة قبل صدورها رسميًا، موجة غضب واتهامات بتسييس الرياضة والتدخل في شؤون الاتحاد الليبي لكرة القدم، ما اعتُبر انتهاكًا لحياد الرياضة وتوظيفها في صراع النفوذ بالعاصمة.
غياب أي توضيح رسمي من اتحاد الكرة أو لجنة المسابقات بشأن مصير المباراة، يُكرّس حالة الارتباك التي تعانيها المنظومة الكروية، وسط دعوات لفتح تحقيق مستقل وتوقيع عقوبات رادعة بحق المتسببين في الانفلات، وخصوصًا أن ما جرى تجاوز إطار الرياضة ليكشف عن هشاشة أمنية وتنظيمية باتت تهدد كل محفل جماهيري في البلاد.
الواقعة أعادت إلى الأذهان مشاهد الانقسام والتدخل السياسي في المجال الرياضي، ما يطرح تساؤلات جدية حول قدرة الدولة ومؤسساتها على حماية الملاعب ومنع تحوّلها إلى ساحات صراع سياسي واجتماعي، في بلد تعاني فيه السلطة من الانقسام، والمجتمع من الانفلات، والرياضة من الارتباك.
- تحذيرات من السباحة بشواطئ في 9 بلديات ليبية بسبب تلوث المياه
- ليبيا.. حراك سوق الجمعة يدعو إلى مظاهرة كبرى أمام مقر حكومة الدبيبة
- تيتيه تبحث مع نائب وزير الخارجية التركي الوضع السياسي في ليبيا
- ليبيا.. طقس مستقر مع ظهور سحب رعدية بمناطق الشمال الغربي
- “الهجرة الدولية “: نزوح 950 سودانيا إلى ليبيا جراء الاشتباكات