أعرب مشاركون في لقاء مفتوح نظمته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، الإثنين الماضي بمدينة الزاوية، عن استيائهم من تدهور الأوضاع السياسية والأمنية، مؤكدين حاجتهم إلى تغيير سياسي حقيقي، وداعين إلى الإسراع في وضع خارطة طريق توافقية تقود البلاد إلى انتخابات وطنية شاملة.
وشهد اللقاء حضور أكثر من 150 شخصًا من ممثلي بلديات المنطقة الغربية، من بينها الزاوية المركز، الزاوية الغرب، الزاوية الجنوب، صرمان، صبراتة، العجيلات، الجميل، المنشبة، زلطن، العسة، أبوصرة، نالوت، وازن، كابو، يفرن، زوارة، ورقدالين، بمشاركة فاعلة من الشباب والأعيان.
الاجتماع الذي استضافه عميد بلدية الزاوية المركز، يأتي في إطار سلسلة مشاورات شعبية تجريها بعثة الأمم المتحدة في مختلف أنحاء ليبيا، إلى جانب اجتماعاتها مع الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمكونات الأمنية والنسائية والشبابية، تمهيدًا لإطلاق استطلاع عام عبر الإنترنت حول مستقبل العملية السياسية في البلاد.
المبعوثة الأممية هانا تيته، أكدت خلال اللقاء أن “الاشتباكات المسلحة الأخيرة وما أعقبها من احتجاجات واسعة في المنطقة الغربية كشفت بوضوح عن هشاشة الوضع الراهن”، معربة عن تعازيها لأسر الضحايا الذين سقطوا خلال أحداث 12 و13 مايو، مؤكدة أن اللحظة الحالية تستدعي التوصل إلى خارطة طريق جديدة تنهي حالة الجمود وتوحد مؤسسات الدولة.
وقدمت تيته، للحاضرين شرحًا لأربعة مقترحات صاغتها اللجنة الاستشارية، المكونة من 20 خبيرًا ليبيًا في الشؤون القانونية والسياسية، بهدف التوصل إلى توافق بشأن المسار الانتخابي:
1. إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة بعد إدخال تعديلات محددة على القوانين الانتخابية؛
2. تنظيم انتخابات برلمانية أولًا، يليها اعتماد دستور، ثم انتخابات رئاسية؛
3. اعتماد الدستور قبل أي استحقاق انتخابي؛
4. تشكيل لجنة حوار سياسي مؤقتة تحل محل جميع المؤسسات، وتستكمل القوانين الانتخابية وتختار حكومة انتقالية جديدة.
وطرحت تيته هذه الخيارات للنقاش، مشيرة إلى أن كل مقترح يواجه تحديات مختلفة، وأن البعثة ستأخذ آراء الليبيين بعين الاعتبار في تقرير وجهة المسار السياسي المقبل.
وشهد اللقاء تفاعلاً واسعًا، حيث طالب العديد من المشاركين بتشكيل حكومة جديدة تخرج ليبيا من حالة الانقسام، وأبدوا تأييدهم للخيار الرابع باعتباره الأكثر ملاءمة لتجاوز المؤسسات الحالية ومنح الشعب فرصة حقيقية لبناء دولته.
وفي المقابل، فضّل مشاركون آخرون إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة، معتبرين أن ذلك هو الخيار الأسرع والأكثر واقعية.
كما طُرحت مقترحات أخرى، من بينها تشكيل حكومة مؤقتة برئاسة رئيس المحكمة العليا لمدة لا تتجاوز 120 يومًا، لتوحيد المؤسسات في الشرق والغرب.
وأبدى الحضور استياءهم من استمرار حالة الفوضى الأمنية، وطالبوا بوقف ما وصفوه بـ”ترميل النساء نتيجة الصراعات المسلحة”، كما دعوا إلى إنهاء الفساد والمحسوبية، والتصدي لظاهرة المقاتلين الأجانب، والحفاظ على السيادة الوطنية.
وأكدت تيته، من جانبها، دعم البعثة لجهود تعزيز الهدنة الهشة التي أعقبت اشتباكات مايو، مشددة على ضرورة الابتعاد عن كل إجراء أحادي الجانب من شأنه تقويض العملية السياسية. وقالت: “لقد آن أوان إنهاء استخدام العنف كوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية أو مناطقية”.
وفي ختام اللقاء، شكرت المبعوثة الأممية الحضور على تفاعلهم، مؤكدة أن إشراك المجتمع المحلي هو جوهر العملية السياسية. وقالت: “هذه بلادكم، وهذه مسؤوليتكم، أنتم مَن يجب أن يقود التغيير نحو مستقبل أفضل”.
- مركز بنغازي الطبي يستقبل أكثر من 400 حالة طارئة في أول أيام عيد الأضحى
- تصاعد الاشتباكات في صبراتة ومقتل 4 من عناصر الميليشيات
- السفارتان الأمريكية واليابانية تهنئان الليبيين بعيد الأضحى: دعوات للسلام والازدهار
- صبراتة تحت النيران في أول أيام العيد: اشتباكات الميليشيات تُفسد فرحة الليبيين
- ليبيا تحتفل بعيد الأضحى: تكبيرات تملأ المساجد والبهجة تعمّ الشوارع