لا يكاد يمر وقت طويل دون أن تهز فضيحة فساد جديدة أركان حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، حيث تحولت قضايا المحسوبية وإهدار المال العام إلى نمط متكرر، انتهى في كثير من الحالات بإيداع مسؤولين ووزراء السجن بعد إدانتهم بالتلاعب بمقدرات الدولة.
ويبدو أن الحكومة التي جاءت بوعود الإصلاح والشفافية غرقت في مستنقع الفساد، وسط تقارير تكشف أرقاماً صادمة عن سوء الإدارة وهدر المال العام.
اليوم الأحد، أصدرت محكمة استئناف طرابلس حكماً بالسجن ثلاث سنوات وستة أشهر على وزير التربية والتعليم، موسى المقريف، بعد إدانته بممارسة الوساطة والمحسوبية في إدارة تعاقدات طباعة الكتاب المدرسي.
كما فرضت المحكمة عليه غرامة مالية وأمرت بحرمانه من حقوقه المدنية خلال فترة العقوبة وسنة إضافية بعدها.
وأكدت النيابة العامة أن المقريف انتهك مبدأ المساواة ومنح امتيازات غير قانونية لشركات بعينها، مما أدى إلى توجيه اتهامات له تتعلق بسوء استغلال السلطة.
وفي أغسطس 2024، امتدت قضايا الفساد إلى قطاع النفط، حيث أعلن مكتب النائب العام حبس وزير النفط والغاز ومدير مكتبه على خلفية تجاوزات مالية جسيمة.
وكشفت التحقيقات محاولتهما الضغط على مسؤول محاسبة الشركات لاعتماد مستند يجيز التصرف في 457.6 مليون يورو لصالح شركة أجنبية، في مخالفة صريحة للتشريعات.
وعلى الرغم من عدم الإفصاح الرسمي عن اسم الوزير، إلا أن القضية سلطت الضوء على الفوضى التي تعيشها الحكومة، خاصة في ظل النزاع المستمر بين الوزير محمد عون ووكيله خليفة عبد الصادق، الذي كلفه الدبيبة بإدارة الوزارة بشكل فعلي.
وفي سبتمبر 2023، كشف ديوان المحاسبة الليبي عن أرقام صادمة توثق عمليات هدر ضخمة للمال العام في أغلب مؤسسات الدولة، حيث أظهر التقرير الذي جاء في 800 صفحة تورط الحكومة في تجاوزات مالية كبيرة، كان الدبيبة نفسه أحد أبرز المستفيدين منها.
ووثق التقرير إنفاقاً غير مبرر لأموال الدولة، شمل تكاليف إقامة باهظة لمسؤولين في فنادق فاخرة، وارتفاع نفقات السفر والمبيت إلى 12.2 مليون دينار في عام واحد.
كما رصد عمليات تلاعب في وزارة الخارجية، وصرف رواتب لمسؤولين انتهت مدة عملهم في السفارات والقنصليات الليبية بالخارج، إلى جانب تجاوزات مالية خطيرة في وزارة الدفاع، تضمنت تمويل وحدات عسكرية وهمية بمليارات الدنانير.
وفي يناير 2022، اعتقلت قوة الردع الخاصة وزير الصحة، علي الزناتي، في مطار معيتيقة، بناءً على أمر صادر من النائب العام، بعد ورود تقارير عن تورطه في تجاوزات مالية تتعلق بتوريد وتركيب مصانع الأكسجين والمراكز الطبية، على خلفية تحقيقات موسعة بشأن المخالفات المالية في وزارة الصحة، والتي تسببت في إهدار مبالغ ضخمة في صفقات مشبوهة.
ولم يقتصر الأمر على الوزارات الخدمية والاقتصادية، إذ طالت الاعتقالات وزيرة الثقافة مبروكة توغي عثمان، التي أُوقفت في عام 2022 بتهم فساد مالي وإداري، وعلى الرغم من الإفراج عنها لاحقًا لأسباب صحية، إلا أنها ظلت قيد التحقيق لفترة، في مشهد يعكس حجم التدهور في مؤسسات الدولة الليبية.
ويطرح تكرار حبس الوزراء والمسؤولين في حكومة الوحدة الوطنية تساؤلات جوهرية حول شرعية هذه الحكومة وقدرتها على إدارة الدولة، فمنذ توليها السلطة، تحولت شبهات الفساد إلى واقع موثق بأحكام قضائية وتقارير رقابية، مما يجعلها حكومة فاقدة للأهلية السياسية والقانونية.
وبينما تتزايد المطالب بمحاسبة المسؤولين واستبدال الحكومة بكيان أكثر نزاهة وشفافية، يستمر الدبيبة في إدارة المشهد وسط أزمات سياسية وأمنية متفاقمة، ما يجعل مستقبل البلاد رهينة لسياسات قائمة على الفساد والمحسوبية.
- طقس ليبيا.. أمطار متفرقة على الساحل الشرقي وتراجع طفيف في درجات الحرارة

- حبس مسؤولين في هيئة التخطيط العمراني بتهمة تحريف بيانات مخطط تفصيلي ببلدية جنزور

- مباحثات لتعزيز التعاون بين ليبيا والمفوضية السامية لحقوق الإنسان

- بعثة الأمم المتحدة تطلق منصة رقمية لتمكين الشباب الليبي من المشاركة في الحوار المُهيكل

- مؤسسة النفط الليبية تبحث مع شركة الخليج العربي خطط الحفر التطويري لعام 2026

- ليبيا.. الدبيبة يترأس الاجتماع الأول للجمعية العمومية للشركة العامة للكهرباء لعام 2025

- لبنان يفرج عن هانيبال القذافي بعد سداد كفالة تقارب 900 ألف دولار

- وزير الخارجية المصري يبحث مع المبعوثة الأممية سبل دفع التسوية السياسية في ليبيا

- تكالة يناقش مع السفير البريطاني مستجدات الأوضاع السياسية في ليبيا

- ضمن “رحلة الوفاء”.. صدام حفتر يزور الجغبوب ويؤكد دعم التنمية بجنوب ليبيا

- مباحثات ليبية بريطانية حول استئناف الرحلات الجوية وتوسيع التعاون في الطاقة

- جهاز البحث الجنائي يضبط مصنع خمور ومخزن بنزين معد للتهريب في أجدابيا

- السجن 7 سنوات لموظف لمصرف الجمهورية لاستيلاءه على 8.255 مليون دينار ليبي

- جهاز مكافحة المخدرات يضبط 2370 قرص ترامادول ونصف كيلو حشيش في أجدابيا

- ليبيا.. تشققات عميقة في “اسبيعة” تدق ناقوس الخطر وتستدعي تحقيقاً عاجلاً




