الدراما الليبية في رمضان.. هل تعالج الواقع المأزوم أم تظل مجرد وسيلة للترفيه؟

0
670

تضم الدراما الدرامية في ليبيا خريطة متنوعة خلال شهر رمضان المبارك، حيث يواصل “شط الحرية” طرحه الساخر للواقع السياسي والاجتماعي، محققاً تفاعلاً واسعاً بين الجمهور، في حين يلفت “مستقبل زاهر” الأنظار بطابعه الدرامي المختلف، حيث يثير تساؤلات حول مستقبل البلاد في قالب درامي مشوّق.

أما الأعمال الأخرى، مثل “كتيب العائلة” و”النجدين”، فتضيف بعداً جديداً لهذا الموسم الذي يعكس نبض الشارع الليبي، مقدماً مزيجاً بين الكوميديا الساخرة والتجارب الإنسانية العميقة.

ويواصل مسلسل “شط الحرية”، الذي يعرض موسمه السابع على قناة “المسار”، تقديم رؤية ساخرة للواقع السياسي والاجتماعي في ليبيا، فقد نجح رغم بساطة إنتاجه، في تحقيق جماهيرية واسعة على مدار مواسمه السابقة، حيث يقدم نقداً لاذعاً للحياة اليومية والمشهد السياسي من خلال شخصيات تعكس التركيبة الاجتماعية المتنوعة في البلاد.

ويتميز العمل بأجوائه البدوية ولهجته البرقاوية، ويضم نخبة من الفنانين الليبيين، من بينهم عبد الباسط الفالح، سليمان اللويطي، عبد الهادي بوخريم، إبراهيم منصور، خالد إبريك، وهو من إخراج علي العروشي.

أما المسلسل الجديد “مستقبل زاهر”، فيحمل طابعاً درامياً مختلفاً، ويتناول الواقع الليبي برؤية استشرافية للمستقبل، من خلال قصة الطفل زاهر، الذي يحمل رمزية لمستقبل ليبيا نفسها.

العمل، كتبه وأخرجه نزار الحراري، وتم تصويره بالكامل في مصراتة، بمشاركة فرق تقنية عربية، خصوصاً من تونس، بينما وضع الموسيقى التصويرية حمزة بوشناق، نجل الفنان التونسي لطفي بوشناق.

ويطرح العمل تساؤلات جوهرية حول التعليم والعدالة والإرث الذي ستتركه الأجيال الحالية للمستقبل، وذلك في قالب درامي يجمع بين التشويق والإثارة.
ويشارك في البطولة عبد السيد آدم، هدى عبد اللطيف، بسمة الأطرش، إبراهيم خير الله، نجلاء الأمين، سعيد المهدي، أصيل مخلوف، فرج عبد الكريم، أيمن الشعتاني، نورهان أشرف، لطفية إبراهيم، والطفل شعبان إبراهيم.

وأكد المخرج نزار الحراري أن المسلسل هو نتاج ثلاث سنوات من العمل، مشيرًا إلى أنه يسعى من خلاله إلى تسليط الضوء على القضايا التي تؤثر في مستقبل ليبيا، من خلال قصة تثير التساؤل الأهم: “هل مستقبل ليبيا زاهر حقًا؟”.

ويتكون المسلسل من 15 حلقة، ويقدم رؤية درامية ذات بعد فكري، تستكشف التحديات التي تواجه الأجيال القادمة.

وبهذا التنوع في الأعمال الدرامية، يو أن المشاهد الليبي سيحظى بموسم رمضاني غني، يجمع بين الكوميديا الساخرة والرؤى الاجتماعية العميقة، في انعكاس للواقع الليبي بكل تفاصيله.

ومع استمرار عرض هذه الأعمال، يتضح أن الدراما الليبية هذا العام لا تكتفي بمجرد الترفيه، بل تسلط الضوء على هموم المجتمع وتحدياته بأساليب متنوعة تجمع بين الكوميديا والدراما العميقة.

وبينما يتفاعل المشاهدون مع الشخصيات والأحداث، يظل السؤال الأهم: هل تنجح هذه الأعمال في تقديم صورة حقيقية تعكس الواقع الليبي، أم تظل مجرد محاولات ترفيهية؟