قرعة الحج في ليبيا: عبثية وتجاوزات تثير سخرية العامة

0
201

أثارت قرعة الحج في ليبيا لهذا العام موجة واسعة من السخرية والاستياء، بعدما تحولت إلى مشهد بدائي بعيد عن أي معايير تنظيمية حديثة. 

وبدلاً من استخدام نظم إلكترونية متقدمة كما هو الحال في دول أخرى، لجأت الجهات المشرفة إلى آليات عشوائية أقرب إلى العبث، كان أبرزها استخدام “بانيو بلاستيكي” لاستخراج أسماء الفائزين، مما جعل الحدث مادة للسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي.  

وتعتمد قرعة الحج في العادة على أسس واضحة تضمن العدالة والشفافية، خاصة وأن الحج في ليبيا ممول بنسبة 100% من الدولة، لكن ما حدث يعكس غياب التخطيط والتنظيم، حيث لم يتم اعتماد معايير عادلة مثل تحديد الأولوية لكبار السن أو لمن لم يسبق لهم الحج، بل تم فتح باب التسجيل للجميع دون تصنيف أو تمييز. 

وأثار الأمر تساؤلات حول مدى جدوى استخدام القرعة في توزيع فرص الحج، في ظل غياب معايير عادلة تضمن وصولها إلى مستحقيها.  

وسخرت مواقع إعلامية من طريقة إجراء القرعة في ليبيا، حيث نشرت روسيا اليوم تقريرًا عن الحدث ووصفت المشهد بأنه “انتكاسة للتحول الرقمي في ليبيا”، فيما علق عضو مجلس النواب جاب الله الشيباني، قائلاً: “إن هذه الحادثة ستظل علامة فارقة في تاريخ ليبيا.. سنؤرخ لعام حجة البانيو”.  

في المقابل، كانت هناك تصريحات رسمية سابقة من الهيئة العامة للحج والعمرة تتحدث عن “تجربة حج استثنائية” هذا العام، بل زعمت أن دولًا أخرى تسعى لنقل التجربة الليبية في تنظيم الحج، وهو ما زاد من حدة الانتقادات، خاصة بعد أن ظهر مقدم قرعة طرابلس متحدثاً عن “إعجاب العالم” بما يقدمه الليبيون في هذا المجال، رغم استخدام وسائل بدائية بعيدة عن أي تطور رقمي.  

وفتح هذا المشهد باباً واسعاً للانتقادات حول الفساد الإداري وسوء التخطيط، حيث تساءل كثيرون عن مصير الميزانيات المخصصة لهذا الحدث، وسط توقعات بإضافة بند جديد في الميزانية تحت مسمى “مصروفات باب البانيو واللمامة”. 

كما أشار بعض المعلقين إلى التناقض الواضح بين الإعلان عن إطلاق تطبيق إلكتروني لتسجيل الحجاج وبين تنفيذ القرعة بأدوات تقليدية تفتقر إلى الشفافية، مما يعكس غياب الجدية في تطوير آليات العمل الإداري.  

في النهاية، كشفت قرعة الحج في ليبيا عن صورة قاتمة لمستوى الإدارة والتنظيم، حيث أصبح التحول الرقمي في البلاد مشهدًا هزليًا بين الغسل والتقليب في الأسماء داخل وعاء بلاستيكي. 

وبينما تسعى دول أخرى إلى أتمتة عمليات الحج وضمان الشفافية، لا تزال ليبيا تعاني من الفوضى الإدارية، في مشهد يعكس أعمق أوجه التخبط والارتجال في إدارة شؤون الدولة.