بعد إعلان اللجنة الاستشارية.. هل تُكمل هانا تيتيه ما اقترحته ستيفاني خوري؟

0
87
هانا تيتيه

في خطوة جديدة تلوح في الأفق السياسي الليبي، تم اليوم تشكيل اللجنة الاستشارية ضمن المبادرة الأممية الجديدة الحل في ليبيا، والتي تأتي ضمن محاولات حلحلة الجمود السياسي. 

ويأتي هذا الإعلان مع ترقب وصول المبعوثة الأممية الجديدة، هانا تيتيه، إلى ليبيا وسط تساؤلات حقيقية حول مدى استمرار النهج الذي تبنته سلفتها، ستيفاني خوري، والذي تمثّل في مبادرة تشكيل اللجنة الاستشارية بهدف معالجة الخلافات الانتخابية وإيجاد إطار واضح للحوكمة.

وقد أطلقت الأمم المتحدة في ديسمبر 2024 عملية سياسية شاملة تركز على خلق آليات لتجاوز العقبات التي أعاقت إجراء الانتخابات منذ أكثر من ثلاث سنوات، وذلك في ظل انقسام السلطة بين حكومتين متنافستين. 

ويرى مراقبون أن تعيين تيتيه قد يشير إلى استمرارية المسار الذي بدأته خوري، خاصة بعد إعلان البعثة الأممية عن تشكيل اللجنة الاستشارية، التي تضم ما يصل إلى 20 خبيراً مع ضمان مشاركة لا تقل عن 30% من النساء. 

وهذه اللجنة، التي تم تشكيلها اليوم، مكلفة بوضع مقترحات عملية لتذليل العقبات أمام إجراء الانتخابات، بما في ذلك معالجة الاختلافات حول النصوص القانونية التي خرجت بها لجنة “6+6″، وإعداد خارطة طريق شاملة تضمن انتقالاً سلساً إلى مرحلة الانتخابات.

وعلى الرغم من أن المبعوثة الأممية تؤكد دائماً على حيادها وسعيها لتيسير العملية السياسية، يبقى الجدل قائمًا بين الأوساط الليبية التي تنتقد أحياناً تدخل الأمم المتحدة في شؤون السياسة الداخلية وتتهمها باتباع أجندات خارجية.

ومع ذلك، فإن التجارب السابقة التي قادتها البعثة، كملتقى الحوار السياسي الليبي الذي جمع قوى متعددة بين تونس وجنيف وأسفرت عن انتخاب السلطة التنفيذية، تبشر بإمكانية تحقيق نتائج ملموسة في حال تم تبني توصيات اللجنة الاستشارية.

ويلاحظ بعض المراقبين أن التحدي الرئيسي يكمن في مدى قدرة اللجنة على إنتاج مقترحات تحظى بقبول الأطراف السياسية الرئيسية، خاصةً مع الخلافات القائمة بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة. 

وتقول تقارير إنه من المرتقب أن تستغل “تيتيه” الفترة القادمة لتقييم الملف الليبي بشكل دقيق، وربما تعدل النهج بما يتماشى مع التوافقات الإقليمية والدولية المتوقعة.