كعادتهم لا يعرفون إلا الطرق الملتوية سياسيا وعسكريا، فالأتراك على مدار السنوات الماضية ينصبون المكائد السياسية من خلال إبرام اتفاقيات غير قانونية مع حلفائهم في ليبيا، لتفتح لهم أبواب خيرات الدول الأخرى، فبعد أن أبرم الرئيس التركي أردوغان مع رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، اتفاقية لإعادة ترسيم الحدود البحرية، فتح له باباً ليدخل ليبيا من بوابتها الكبيرة، ومن ناحية أخرى للتعدي على حقوق دول الجوار البحرية والسيطرة على مقدراتهم.
أردوغان الذي رفع شعارات تبدو لضعاف العقول أنها في جانب الحق، لا يرى أمامه سوى نفط ليبيا وغاز البحر المتوسط والتمدد العسكري وإحياء عصور الدم لأجداده العثمانيين، حتى وإن كان ذلك على حساب الأبرياء والعزل والمدنيين، فمدافعه وطائراته المُسيرة لا تفرق بين مدني وعسكري، فكلهم سواء أمام أطماعه.
وفي الوقت الذي يستمر فيه أردوغان في إرسال آلاف المرتزقة، وطائرات الشحن المحملة بمئات الأسلحة الحديثة والمدفعية الثقيلة وراجمات الصورايخ المتقدمة، خرج علينا الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، ليقول إن بلاده لا تنوي الدخول في حرب مع أي دولة داخل الأراضي الليبية، في ومناورة سياسية وعسكرية ساذجة تدل على الحماقة السياسية.
وقال “قالن”، إن بلاده ليس لديها أي خطة أو نية أو تفكير لمجابهة أي دولة في ليبيا.
ووفقا لما نشرته وكالة الأناضول التركية، خصص المتحدث باسم الرئاسة التركية أسماء دول فاعلة في الصراع الليبي، قائلا: “عند النظر إلى المشهد العام، يتضح عدم وجود نية لدينا بمواجهة مصر أو فرنسا أو أي بلد آخر في ليبيا”.
وأعلن رفض أنقرة تصعيد التوتر، قائلا: “لسنا مع تصعيد التوتر في ليبيا. وليس لدينا أي خطة أو نية أو تفكير لمجابهة أي دولة هناك، ولكن تركيا حتما ستواصل تقديم دعمها لهذه الحكومة”.
في الوقت نفسه ورغم تأكيد الرئاسة التركية على رغبتها الشديدة في عدم دخول صراع عسكري موسع داخل الأراضي الليبية، تستمر الطائرات في نقل مئات المرتزقة يوميا من الأراضي السورية، إلى الأراضي الليبية بعد يتلقون التدريب على حمل السلاح في تركيا، حيث تخطت أعداد المرتزقة اللذين أرسلهم أردوغان إلى ليبيا 16 ألف مرتزق فضلا عن تسليح الجماعات المتطرفة في الأراضي الليبية لمواجهة الجيش الوطني الليبي.
وكشف تقرير لصحيفة “مليت” التركية، أمس الأحد، عن أن أنقرة أرسلت راجمات صواريخ T-122 سقاريا من طراز (ÇNRA) محلية الصنع إلى ليبيا، استعدادا للهجوم على سرت والجفرة .
وقالت الصحيفة، إن راجمات الصواريخ التي وصلت إلى ليبيا، وضعت بالقرب من سرت، ويصل مدى صواريخها إلى 40 كيلومترا، مدعية أنها استخدمت بشكل فعال في العمليات العسكرية التي شنتها القوات التركية على سوريا.
وأضاف تقرير “مليت”، أن أنقرة تواصل الدعم اللوجستي وإرسال المعدات العسكرية إلى قوات حكومة الوفاق، إلى قاعدتي عقبة بن نافع “الوطية” ومصراته، عن طريق طائرتي شحن تابعتين للقوات الجوية التركية، الأولى من طراز “C-130″، والثانية من طراز “A400”.
وخلال الأسبوع الماضي، شهدت قاعدة الوطية العسكرية التي تسيطر عليها ميليشيات حكومة الوفاق، هبوط 3 طائرات شحن تركية محملة بالعتاد العسكري والأسلحة والمعدات، في تصعيد عسكري واضح من الجانب التركي، وفي ظل توتر عسكري كبير تشهده المناطق المحيطة بمدينة سرت، التي أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضرورة السيطرة عليها.
ووفقا لموقع “إيتاميل رادار” المتخصص في تتبع الرحلات العسكرية فوق البحر المتوسط، فإنه تم رصد طائرة شحن عسكرية تتبع القوات الجوية التركية من طراز Lockheed C-130E (71-1468) في رحلة إلى قاعدة الوطية الجوية قادمة من ولاية قونية التركية.
وكشف الموقع عن أن الطائرة العسكرية غادرت قاعدة الوطية عند حوالي الساعة الـ8 والنصف صباحاً، وكان الموقع قد أشار إلى أنه تتبع خلال الشهرين الماضيين ما لا يقل عن 30 رحلة جوية عسكرية من تركيا إلى ليبيا باستخدام طائرات مختلفة من طراز (C-130 & A400) .
وتستمر التعزيزات التركية في الوصول لميليشيات حكومة الوفاق، والتى تدعمها أنقرة بالمرتزقة والسلاح والعسكريين الأتراك فى مناطق القداحية وبوقرين، تمهيدا للهجوم التركى المتوقع على مدينتى سرت والجفرة.
ومن جانبه قال الناطق باسم القوات المسلحة الليبية، اللواء أحمد المسماري، إن تركيا مازالت تدفع بمزيد من المرتزقة والمعدات العسكرية إلى ليبيا لدعم ميليشيات الوفاق، من أجل السيطرة على النفط الليبيى، مؤكدا على جاهزية الجيش الليبة للتصدى لأى محاولة هجوم تركية على سرت.
وأضاف “المسماري”، أن تركيا حولت مدينة مصراتة إلى قاعدة لإدارة عملياتها وللانطلاق نحو منطقة الهلال النفطي، حيث اتخذت منشآت حيوية في المدينة لتمركز الميليشيات المسلحة، وأرسلت لها المعدات والقوّات.