أول عميدة لبلدية في تاريخ ليبيا لصحيفة الشاهد: المصالحة الوطنية تتطلب عودة المهجرين وإخراج المرتزقة ورفع الوصاية الدولية

0
209
الزائرة الفيتوري المقطوف
الزائرة الفيتوري المقطوف

الزائرة الفيتوري المقطوف تتحدث لصحيفة الشاهد الليبية عن كسر الحواجز وإعادة تشكيل المشهد السياسي للمرأة الليبية

الفيتوري تؤكد أنه يجب توفير البيئة المناسبة للنساء الليبيات من أجل تحقيق طموحاتهن

في خطوة تاريخية غير مسبوقة، انتخبت الزائرة الفيتوري المقطوف، كأول امرأة ليبية لمنصب عميدة بلدية، محققة بذلك إنجازاً نوعياً ليس فقط لمسيرتها الشخصية، بل أيضاً لمسار المرأة الليبية في الحياة السياسية.

وعبر انتصارها بعمادة بلدية زلطن، أثبتت الفيتوري أن المرأة الليبية قادرة على كسر القيود الثقافية والموروثات المجتمعية التي لطالما وقفت عائقاً أمام طموحات النساء في الوصول إلى مناصب قيادية.

تصف الفيتوري في حوارها لصحيفة الشاهد الليبية، شعورها بالفخر الكبير بعد تحقيق هذا الإنجاز، معتبرةً أنه انتصار للديمقراطية وأمل جديد للنساء في ليبيا لإثبات قدراتهن السياسية والمجتمعية، وترى أن فوزها يشكل نقطة تحول رئيسية، تمنح المرأة الليبية الثقة الكاملة لتحقيق تطلعاتها السياسية والمشاركة الفاعلة في الانتخابات.

وتحدثت الزائرة الفيتوري المقطوف، عن انطباعها حول فوزها بالمنصب والتحديات التي سوف تواجهها في أداء مهامها ومدى تأثير انتخابها لعمادة بلدية زلطن على مشاركة المرأة الليبية في السياسة والتصويت لها في الانتخابات.

لكن الطريق أمامها ليس خالياً من التحديات، إذ تشير الفيتوري إلى الحاجة الماسة لتعاون شامل من جميع الأطراف المعنية، وضرورة توفير بيئة داعمة تساعد المرأة على تحقيق طموحاتها السياسية. وتؤكد على أهمية رفع الوعي المجتمعي بدور المرأة في تشكيل السياسات العامة وضمان تمثيلها في مواقع صنع القرار.

وإلى نص الحوار..

ما هو انطباعك كونك أول امرأة في تاريخ ليبيا تفوز بمنصب عميدة بلدية؟

أشعر بفخر كبير لكوني أول امرأة تفوز بمنصب عميدة بلدية في تاريخ ليبيا، حيث يمثل هذا الإنجاز انتصاراً حقيقياً للديمقراطية، كما أنه يمنحني شعوراً عميقاً بالمسؤولية تجاه تشجيع النساء على تحقيق طموحاتهن السياسية، ويجعلني مثالاً يحتذى بها في طريق التغيير الإيجابي.

هل ترين أن فوزك بعمادة بلدية زلطن يفتح المجال أمام مشاركة المرأة الليبية في السياسة والانتخابات؟

نعم، أعتقد أن فوزي يمثل خطوة مهمة لزيادة الثقة لدى النساء الليبيات بقدرتهن على تحقيق أهدافهن السياسية، فهذا النجاح يمنحهن الإلهام والدافع للانخراط بشكل أوسع في المشهد السياسي والانتخابي.

ما التحديات التي قد تواجهينها كأول امرأة ليبية تتولى منصب عميدة بلدية؟

التحديات تتمثل في الحاجة إلى اهتمام جاد من جميع الجهات المعنية لدعم دور المرأة في العمل السياسي، لذا يجب توفير بيئة مناسبة تمكن النساء من تحقيق طموحاتهن، مع العمل المشترك على رفع الوعي المجتمعي بأهمية دور المرأة في تشكيل السياسات العامة، وضمان تمثيلها في المناصب القيادية بشكل يعكس كفاءتها وإمكاناتها.

المرأة الليبية كانت لا تحصل على أصوات الناخبين في أي انتخابات تخوضها بسبب موروثات ثقافية، هل ترين أن فوزك يشجع الليبيين على التصويت للمرأة في الانتخابات؟

يشكل نجاحي في الانتخابات فرقاً كبيراً، ليس فقط في هذه المنافسة، بل في تعزيز ثقة المجتمع بقدرة المرأة على القيادة.

كيف ترين مشاركة المرأة الليبية بشكل عام في الحياة السياسية والتنفيذية؟ وهل تحتاج لمزيد من العمل لتكون مقدمة للمناصب القيادية بالدولة؟

بلا شك، تحتاج المرأة إلى مزيد من الدعم لتعزيز مشاركتها في المناصب القيادية. هناك نقص في الوعي المجتمعي بالمساواة بين الجنسين، ولا يزال البعض ينظر إلى المرأة على أنها غير مؤهلة أو ضعيفة في القيادة والإدارة، لذا يجب تكثيف الجهود لتغيير هذه النظرة ودعم المرأة بما يمكنها من أداء دورها القيادي بكفاءة.

شهدت ليبيا في نوفمبر الماضي انتخابات بلدية بنسبة مشاركة بلغت 74% في مختلف أنحاء البلاد.. كيف ترين هذا المشهد؟

لا تزال نسبة المشاركة في الانتخابات تتطلب مزيداً من العمل. نحن بحاجة إلى جهود أكبر لرفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية المشاركة الانتخابية.

كيف تقيمين المبادرات السياسية المطروحة على الطاولة محلياً وأممياً لتهيئة الأجواء لعقد المصالحة الوطنية في ليبيا؟

لا يمكن أن تتحقق المصالحة الوطنية إلا بتهيئة الظروف المناسبة، مثل عودة المهجرين سواء داخل ليبيا أو خارجها، إخراج المرتزقة، ورفع الوصاية الدولية عن البلاد، كما يجب أن يكون الحوار (ليبي- ليبي) بعيداً عن التدخلات الخارجية، وأؤمن أن القبائل الليبية تلعب دوراً محورياً في المصالحة الحقيقية، وأي محاولة لتهميش هذا الدور ستزيد من تعقيد الوضع وانقسام البلاد.