ليبيا

الليبيون متعطشون للديمقراطية.. ما وراء ارتفاع نسبة المشاركة في الانتخابات البلدية؟

بواسطة

نوفمبر 18, 2024

أصدرت مفوضية الانتخابات الليبية، أمس الأحد، إحصاءات وأرقام خاصة بالمرحلة الأولى للانتخابات البلدية.

وبلغ عدد الناخبين المسجلين 186 ألفاً و55 ناخباً، من بينهم 130 ألفا من الرجال و56 ألفاً من النساء، بينما بلغ عدد المرشحين 1786 مرشحا ضمن 159 قائمة، بالإضافة إلى 545 مرشحا ومرشحة ضمن النظام الفردي، بينهم 470 مرشحاً من الرجال و17 من النساء.

وأجريت المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية في ليبيا، السبت الماضي، في 58 بلدية موزعة على 16 مكتبا انتخابيا، شملت 352 مركز اقتراع في 77 محطة انتخابية، من بينها 419 محطة للرجال، و358 محطة للنساء، وسجلت مشاركة بلغت 74%.

وحظت نسبة المشاركة المرتفعة بإشادات واسعة، فقد أشادت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بنجاح إجراء المرحلة الأولى من انتخابات المجالس البلدية، مهنئة الشعب الليبي على نسبة المشاركة الواسعة التي بلغت 74% من إجمال الناخبين.

وأثنت البعثة على جهود المفوضية الوطنية العليا للانتخابات لضمان عملية انتخابية سليمة وشاملة من الناحية الفنية، مشيدة بتفاني الأجهزة الأمنية المشاركة في تأمين هذه الانتخابات.

وأكدت البعثة أن الانتخابات البلدية خطوة مهمة نحو تعزيز الديمقراطية وضمان حوكمة مسؤولة ومستجيبة لتطلعات الشعب وشرعية المؤسسات الليبية، مجددة التزامها بدعم العملية الانتخابية في ليبيا وضمان خروج نتيجة تعكس إرادة الشعب الليبي.

ويرى مراقبون أن نجاح الانتخابات البلدية أعاد الأمل للشعب الليبي في إمكانية التقدم نحو حل الأزمة السياسية وإحياء العملية الديمقراطية، حيث أكد الاستحقاق الأخير على أن هذه الخطوة تمثل دليلاً على إمكانية إجراء انتخابات في ليبيا، ما يعزز الانتقال السلمي للسلطة ويحقق الحكم الرشيد الذي يلبي تطلعات المواطنين ويعيد الشرعية للمؤسسات عبر صناديق الاقتراع، وهو ما يُعد خطوة مهمة لتعزيز الديمقراطية وإتاحة الفرصة للمواطنين لاختيار ممثليهم في المجالس البلدية.

وتعكس نسبة المشاركة قدرة الليبيين على فرض إرادتهم والمضي قدماً نحو الحل السياسي والمصالحة الوطنية، متجاوزين حالة الانتقال السياسي التي استمرت لأكثر من عقد، فوفق المفوضية العليا للانتخابات تمت العملية الانتخابية بسلاسة وبدون أي خروقات أمنية أو مخالفات تُذكر، ما يشير إلى رغبة الليبيين في تحقيق الاستقرار من خلال الممارسة الديمقراطية.

وبحسب تقارير يعكس هذا النجاح حرص الشعب الليبي على استعادة الاستقرار عبر آليات سلمية، مشجعاً على إجراء استحقاقات وطنية أوسع، من شأنها تجاوز الانقسامات السياسية، حيث شملت مجالس بلدية في مناطق مختلفة من البلاد، سواء في الغرب أو الشرق أو الجنوب، وهو ما يعزز إمكانية الاتفاق على إجراء انتخابات عامة على مستوى البلاد دون عوائق تُذكر، مما يمهد الطريق أمام خطوات نحو توحيد المؤسسات الليبية.

وقال مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير طاهر محمد السني إن تجربة الانتخابات البلدية دليل على استعداد الشعب للمشاركة في العملية الانتخابية طالما توافرت الظروف والإرادة.

وكتب السني عبر حسابه على موقع إكس، إن تجربة الانتخابات البلدية التي عُقدت في قرابة 60 بلدية في جميع أنحاء البلاد ، دليل على أن الشعب مستعد للعملية الانتخابية ويريدها ما دام توافرت الظروف الملائمة والإرادة لذلك، وبغض النظر عن النتائج، هنيئاً لكل من شارك وساهم في إنجاح هذه العملية الديمقراطية السلمية وبعون الله القادم أفضل.

وفي نفس السياق، قال عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب صالح افحيمة، إن نجاح انتخابات المجالس البلدية، مؤشر إيجابي يحمل رسالة واضحة للطبقة السياسية، مشيراً إلى جاهزية القوانين الانتخابية الرئاسية والبرلمانية، وأن ما تحقق على صعيد البلديات يُثبت إمكانية تطبيق هذه القوانين.

وأضاف افحيمة، أن المفوضية التي أثبتت كفاءتها في تنظيم الانتخابات البلدية، تمتلك الآن الزخم لإدارة استحقاقات أكبر، شرط أن تُمنح الحرية الكاملة للعمل بعيدًا عن التدخلات السياسية، مؤكداً إلى أن النجاح في تنظيم انتخابات بلدية كهذه يُحفز القوى المتصارعة على تجاوز خلافاتها، ويدفع نحو توافق يُمهد الطريق لانتخابات عامة تُوحد البلاد.

وقال رئيس المؤسسة الوطنية للإعلام، محمد عمر بعيو، إن مشاركة 75% من الليبيين في الانتخابات البلدية تعد نسبة عالية تجاوزت توقعات المتفائلين، وأسقطت شكوك وظنون المعادين للمفوضية وللعملية الانتخابية.

وبين في تصريحات عبر حسابه بفيسبوك، أن ارتفاع نسبة المشاركة أثبت للعالم أن الليبيين مستعدون للذهاب فورًا للانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وأضاف: “أثبتت للعالم أن الليبيين مستعدون للذهاب فوراً إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، أبارك للشعب الليبي وللوطني الصامد الدكتور عماد السايح”.