تتسبب في خسارة المليارات سنوياً.. لماذا تستمر ظاهرة تهريب الوقود في ليبيا؟

0
77

تستمر ظاهرة تهريب الوقود في ليبيا رغم كل الجهود التي تبذلها السلطات لمنعها، ما يتسبب في خسارة البلاد مليارات الدولارات سنوياً.

وقال وزير الداخلية المكلف بحكومة الوحدة عماد الطرابلسي، إن ليبيا تعاني منذ نحو 8 سنوات أزمة التهريب وتدفع سنوياً مليارات الدولارات.

وأضاف الطرابلسي، في مؤتمر صحفي عقده أمس الأربعاء لاستعراض مستجدات أعمال لجنة معالجة أزمة الوقود والغاز التي يرأسها، أن انتشار السلاح وسيطرة مجموعات مسلحة داخل المدن عرقل أعمال اللجنة في السابق.

وأوضح الطرابلسي أن تهريب الوقود لخارج البلاد أضر مباشرة بالاقتصاد الوطني، مشيراً إلى أن ليبيا تستورد 680 مليون لتر من البنزين شهرياً، والمواطن يقف يوماً كاملاً أمام محطات الوقود من أجل الحصول على بضع لترات.

وأشار الطرابلسي، إلى أن سعر جالون البنزين في السوق السوداء في الجنوب وصل إلى 150 ديناراً وفي المنطقة الغربية يصل إلى 50 ديناراً.

وقال وزير الداخلية إن تهريب البنزين صنع إمبراطوريات وعائلات وأجساما كبيرة، وإن هناك من يشتري ذمم مسؤولين كبار في الدولة.

ولفت الطرابلسي، إلى أنه تم قفل محطات وقود في السابق، وسيتم فتح محطات جديدة حسب احتياجات المواطن، مشيراً إلى أن أي محطة وقود لا تشتغل أو لا تلتزم بالتعليمات ستُغلق.

وأفاد الطرابلسي، ببدء لجنة أزمة الوقود عملها في العاصمة طرابلس، مؤكداً أنها ستشمل مدن الزاوية ومصراتة ومناطق طوق طرابلس.

ويرى مراقبون أن سعر الوقود الليبي، الذي يعد الأرخص في المنطقة والعالم، يلعب دوراً في استفحال ظاهرة التهريب حيث يبلغ 0.031 دولار للتر فقط، في حين يبلغ سعره في تونس 0.811 دولار بينما يبلغ في مصر 0.311 دولار.

ويؤكد المراقبون أن الدعم الذي توفره الدولة لأسعار الوقود جعله الأرخص بين دول الجوار وهو ما حفز المهربين للاستثمار في الوضع، مشيرين إلى ضرورة رفع الدعم عن الوقود مع تحويل أموال الدعم بشكل مباشر إلى جيوب المواطنين.

كما تلعب حالة الانفلات الأمني في مدن غرب ليبيا دوراً كبيراً في زيادة عمليات تهريب الوقود حيث تسيطر على أغلب المناطق ميليشيات مسلحة ويعمل جزء كبير منها في أنشطة التهريب والهجرة غير الشرعية من أجل توفير مصادر دخل لها.