المصالحة الوطنية في ليبيا.. متى تتحقق؟

0
276
ليبيا
ليبيا

زار وفداً من الاتحاد الأفريقي العاصمة الليبية طرابلس أمس الجمعة، برئاسة الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، رفقة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، والممثل الخاص لرئيس الكونغو برازافيل، رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى المعنية بليبيا، وزير الخارجية، جان كلود جاكوسو.

وجاءت زيارة الوفد الأفريقي لبحث الخطوات المتخذة منذ انطلاق عملية المصالحة الوطنية بليبيا، والتحديات التي تواجهها، وسبل تجاوزها.

وعقد الوفد الأفريقي اجتماع مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، والنائب بالمجلس عبد الله اللافي، وأشار المجلس الرئاسي في بيان إلى أن الاجتماع يشكل استمراراً لالتزام الاتحاد الأفريقي بمسار المصالحة الوطنية وبوحدة ليبيا وسيادتها واستقرارها في مواجهة التدخلات الخارجية.

وأشاد المنفي، بهذا الاجتماع وما يحمله من معاني ورسائل تعبر عن التزام أفريقيا بمساعدة ليبيا في تجاوز هذه الظروف وعلى الانتماء المصيري لليبيا لقارة أفريقيا، مثمناً الدور الذي يقوم به الرئيس الكونغولي ومفوضية الاتحاد الأفريقي، التي تعززت بانتخاب الرئيس ولد الشيخ الغزواني رئيساً للاتحاد الأفريقي في دورته الحالية.

وأكد المنفي، أن المجلس الرئاسي ليس طرفاً من أطراف الصراع في ليبيا وهو على تواصل مع كافة الأطراف، ويحرص على عدم استثناء أي منها في مسار المصالحة وهو مستمر في تعزيز نهج الشراكة الوطنية وتحقيق الملكية الوطنية للحل، كما بارك مبادرة الاتحاد الأفريقي لعقد لقاء للأطراف الليبية المنخرطة في عملية المصالحة في أديس أبابا.

كما عقد الوفد الأفريقي اجتماع مع رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، والذي أكد أن هذه الزيارة تمثل رسالة دعم قوية لليبيا، في هذا الوقت الحاسم، حيث يدخل المشهد السياسي الليبي مرحلة جديدة، بعد أن تم البدء في اتخاذ خطوات حاسمة لحل العقبات التي قيدت المشهد السياسي لسنوات.

وأكد دبيبة، خلال اللقاء عزمه خلال المرحلة المقبلة على المضي قدماً لتحقيق قرارات محورية، لإزالة العوائق التي شوهت مسار الاستقرار، الذي يصر على تحقيقه، مشيراً إلى أن الإجراءات لن تكون الأخيرة، وأن الحكومة مستمرة بقوة في هذا المسار، خاصة إذا أثرت في قضايا الأمن القومي، لافتاً إلى أن كل ذلك يصب لصالح رؤيته الواضحة لمستقبل ليبيا، التي يجب أن تعبر من خلال إنهاء المراحل الانتقالية، والذهاب المباشر لإجراء الانتخابات، عبر أساس قانوني متين ونزيه.

من جانبهم، أكد الوفد في كلماتهم على دعم الاتحاد الأفريقي المتواصل لليبيا في هذه المرحلة الدقيقة، حيث قال الرئيس الموريتاني إن استقرار ليبيا هو استقرار للقارة الأفريقية بأكملها، وأن الاتحاد ملتزم بمواصلة دعم ليبيا في طريقها نحو المصالحة الوطنية والتنمية المستدامة، مضيفاً أن عودة ليبيا لدورها الطبيعي داخل الاتحاد الأفريقي أمر ضروري.

بدوره، أشار رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، إلى أن الاتحاد سيواصل تقديم ما يلزم لدعم ليبيا في مساعيها لتحقيق الأمن والاستقرار، لافتاً إلى أن التعاون الأفريقي مع ليبيا لا يقتصر فقط على الجانب السياسي، بل يمتد ليشمل التنمية في مختلف المجالات، وأن المصالحة الوطنية في ليبيا هي الأساس لبناء مستقبل مستدام.

كما أعرب وزير الخارجية الكونغولي جان كلود جاكوسو، عن دعم بلاده للجهود الليبية، مشيراً إلى أن الاتحاد الأفريقي سيكون شريكاً استراتيجياً لليبيا التي تشهد استقراراً واضحاً، مضيفاً أن ليبيا تعد بلداً محورياً لعبت دوراً هاماً في مساعدة دول القارة.

ويتوقع مراقبون عدم نجاح جهود الاتحاد الأفريقي في تحقيق المصالحة الوطنية في ليبيا خاصة في مدن الغرب الليبي التي تعاني من الفوضى وتخضع لسيطرة الميليشيات.

ويرى المراقبون أن تحقيق المصالحة الوطنية في ليبيا يتطلب أولاً توحيد الدولة مؤسسياً وعسكرياً وحل الميليشيات واحتكار السلاح في يد الدولة وتطبيق القانون على الجميع.

ويؤكد المراقبون أن هذه الشروط إذا تحققت سيكون من السهل جمع الأطراف على طاولة الحوار واتخاذ المعاهدات بعد اندلاع أي نزاعات وتتحقق بالفعل مصالحة وطنية على أرض الواقع.