انهيار 3 آلاف منزل في سبها.. كيف تتجنب ليبيا كارثة درنة مرة أخرى؟

0
390
تأثير إعصار دانيال في درنة
تأثير إعصار دانيال في درنة

تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت على مدينة سبها مساء أمس الأول السبت والساعات الأولى من صباح الأحد في سيول أدت إلى أضرار بالغة وخسائر في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة.

وقال المركز الوطني للأرصاد الجوية، إن كمية الأمطار التي سقطت على مدينة سبها بلغت 63 مللي متر، فيما قال المجلس البلدي بسبها، إن الأمطار أدت إلى حالتي وفاة وإصابة 33 آخرين.

وأفاد عميد بلدية سبها بلحاج محمد، في تصريحات صحفية أمس الأحد أن الوضع كارثي في البلدية، والشوارع غارقة بمياه الأمطار والصرف الصحي، ما تسبب في انهيار أكثر من 3 آلاف منزل.

وأشار عميد بلدية سبها إلى أن الشوارع عبارة عن بحيرات ومستنقعات مياه يصل طولها للمتر ونصف، والبيوت تهدمت على أصحابها.

وحذر المركز الوطني للأرصاد الجوية في ليبيا من هطول أمطار رعدية أخرى مساء الأحد على بعض مناطق الجنوب الغربي، متوقعاً أن تكون جيدة إلى غزيرة مما سيسبب جريان سيول جديدة بالأدوية.

وحتى الآن تبدو الأضرار خفيفة إلى حد ما بالنسبة لكارثة درنة التي وقعت في سبتمبر العام الماضي خلال مرور إعصار دانيال والتي سقط فيها أكثر من 4500 قتيل وفقد أكثر من 8500 شخص آخرين فضلاً عن دمار جزء كبير من المدينة.

والسؤال المطروح الآن هل اتخذت السلطات الليبية إجراءات احتياطية لعدم تكرار كارثة درنة وسقوط عدد كبير من القتلى أم اكتفت بنشر التحذيرات للمواطنين مثلما حدث العام الماضي؟

وتمثلت الإجراءات التي اتخذت حتى الآن في إعلان رئيس الحكومة المكلفة أسامة حماد، حالة الطوارئ في مدينة سبها ومناطق الجنوب الغربي، كما قرر تشكيل “لجنة الطوارئ والاستجابة السريعة” لمواجهة تداعيات السيول التي اجتاحت تلك المناطق.

وبموجب قرار حماد، سيترأس اللجنة وزير العمل والتأهيل وبعضوية عدد من الوزراء ورؤساء الهيئات بالحكومة الليبية، وستمارس اللجنة مهامها ميدانياً من مدينة سبها ومناطق ومدن الجنوب الغربي، وهي مكلفة بالوقوف على تداعيات الآثار التي خلفتها السيول.

وستعمل اللجنة على توفير الإمكانيات العاجلة والطارئة لإغاثة المواطنين، ومعالجة الأعطال التي لحقت بالخدمات، وإعلان حالة الطوارئ والتأهب للتعامل مع تقلبات الطقس والتقلبات الجوية المتوقعة، وستكون اللجنة في حالة انعقاد مستمر إلى حين انتهاء المنخفض الجوي.

وكان حماد أصدر في وقت سابق أمس الأحد، تعليماته العاجلة لوزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة الموارد المائية ووزارة الكهرباء والجهات المختصة بسرعة التعامل مع الأزمة التي تمر بها مدينة سبها وضواحيها جراء ازدياد هطول الأمطار.

كما أطلقت رئاسة أركان القوات البرية جسراً جوياً من المساعدات لمدينة سبها والشاطئ الغربي التي تضررت جراء السيول الأخيرة بتعليمات من القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر وإشراف من رئيس أركان القوات البرية الفريق ركن صدام حفتر.

على الجانب الآخر أصدرت وزيرة الشؤون الاجتماعية بحكومة الوحدة وفاء الكيلاني، تعليماتها إلى مسؤولي الوزارة لحصر الأسر المتضررة وتقييم الأضرار الناجمة عن السيول والفيضانات التي شهدتها مناطق وادي الشاطئ وسبها.

ودعت الكيلاني، وكلاء الوزارة وصندوق التضامن الاجتماعي والضمان الاجتماعي ومركز الدراسات الاجتماعية إلى اتخاذ الإجراءات العاجلة والتواصل مع فرع الشؤون الاجتماعية في منطقة سبها والشاطئ والجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة للحد من آثار الفيضانات على سكان المنطقة وتخفيف العبء عن الأسر المتضررة وتقديم الإمكانات والمساعدات العينية للأسر.

كما أصدر نائب رئيس حكومة الوحدة وزير الصحة المكلف رمضان أبوجناح، تعليمات عاجلة لكلٍ من جهازي الإسعاف والطوارئ، وطب الطوارئ والدعم، لمواجهة تداعيات السيول والفيضانات التي شهدتها مدينة سبها الليلة الماضية.

وشملت هذه الإجراءات رفع حالة الطوارئ في المنطقة الجنوبية، ونقل الحالات الخطيرة لتلقي العلاج في مدينة طرابلس، وتقديم المساعدات للمواطنين، وتشكيل غرفة طوارئ في بلديات المنطقة الجنوبية، وتسخير كل الإمكانات لمساعدة المتضررين، وحصر الأضرار وتقديم الخدمات الطبية والإنسانية.

ويرى مراقبون أن من الممكن أن تتخذ السلطات الليبية إجراءات احتياطية لمنع وقوع كارثة مثل التي حدثت في درنة العام الماضي، كالتأكد من حالة السدود المائية، أو نقل السكان المتواجدون بالقرب من مسارات السيول والأودية إلى أماكن أخرى حتى تنتهي موجة الطقس السيئة.