درنة وما جاورها بحاجة للمساعدة.. 5 منظمات إغاثية تتحدث في ذكرى إعصار دانيال

0
233
إعصار دانيال

تواجه المناطق المتضررة من الفيضانات التي ضربت شرق ليبيا تحديات إنسانية كبيرة، وذلك بعد مرور عام على العاصفة دانيال، حيث ما زالت الاحتياجات الأساسية غير ملباة بشكل كافٍ رغم الجهود المبذولة من قبل المنظمات الإغاثية الدولية. 

وتستمر المعاناة في هذه المناطق نتيجة الدمار الواسع الذي خلّفته الكارثة، مما أثر بشكل كبير على الخدمات الأساسية، مثل الصحة والمياه والصرف الصحي والتعليم، بالإضافة إلى الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي ما زالت تلقي بظلالها على المجتمعات المحلية والأسر النازحة.

أكدت خمس منظمات إغاثية دولية أن الاحتياجات الإنسانية في المناطق المتضررة جراء الفيضانات التي ضربت مدينة درنة وما حولها من مناطق شرق ليبيا لا تزال تعاني نقصاً حادًا بشكل مثير للقلق. 

وشددت المنظمات، في بيان مشترك نُشر عبر موقع لجنة الإنقاذ الدولية، على ضرورة استمرار التدخلات الطارئة وتنفيذ استراتيجيات طويلة الأجل للتعافي من الكارثة، بما يضمن دعم المجتمعات المتضررة بشكل مستدام. 

وتناول البيان، الصادر عن لجنة الإنقاذ الدولية، والهيئة الطبية الدولية، والمجلس النرويجي للاجئين، ومنظمة الإغاثة الدولية الأولى، ووكالة التعاون الفني والتنمية (آكتد)، التحديات التي تواجه هذه المناطق بعد مرور عام على العاصفة “دانيال” التي تسببت في أضرار جسيمة. 

وبحسب التقرير، فإنه على الرغم من الجهود الأولية لتقديم المساعدات، إلا أن حجم الدمار أدى إلى وجود فجوات خطيرة في الخدمات الأساسية، وكذلك مع استمرار جهود 

 إعادة البناء، لكن الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية ما زالت قائمة. 

وبحسب التقرير، تواجه آلاف العائلات صعوبات في الحصول على الضروريات الأساسية، مع استمرار الأسر النازحة في العيش في ظروف غير مستقرة. 

وبيّن التقرير أن المرافق الصحية تعاني من نقص شديد في مياه الشرب النقية، خدمات الصرف الصحي، وإمدادات النظافة، مما يشكل خطراً على المرضى والعاملين.

وأكدت المنظمات أن المجتمعات المحلية لا تزال تكافح للحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي، ما يؤثر بشكل كبير على الصحة العامة ويرفع من الأعباء المالية على الأسر.

وفي هذا السياق، أوضح مدير لجنة الإنقاذ الدولية في ليبيا، جاريد رويل، أن تأثير العاصفة ما زال يطغى على حياة الناس في ليبيا، مشيراً إلى أن جهودهم لإعادة بناء الخدمات الصحية وتوفير الرعاية الطبية كانت حاسمة، لكن الحاجة ما زالت قائمة لتعزيز الرعاية الصحية والصحة العقلية لضمان تعافٍ مستدام.

وخلال العام الماضي، قدمت المنظمات الدولية 85 ألف استشارة طبية في المناطق المتضررة، وتم إعادة تأهيل 12 منشأة صحية، إلا أن المخاطر الصحية مستمرة، بما في ذلك نقص الأدوية الضرورية، لا سيما للنساء والأطفال، واستمرار العجز في الكوادر الطبية المؤهلة. 

وأشار البيان إلى أن سكان مناطق مثل درنة يضطرون للسفر أكثر من 60 كيلومتراً للحصول على الخدمات الأساسية، وهو ما يشكل تحدياً خاصاً لذوي الإعاقة. 

كما لفت البيان إلى أن نقص برامج التدريب المناسبة للخريجين الجدد يثنيهم عن العمل في القطاع الصحي، في حين تظل استشارات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي ضرورية لمساعدة المجتمعات المتضررة في إعادة بناء حياتها. 

وأضاف أن العديد من العائلات النازحة لا تزال تفتقر إلى مأوى ملائم رغم توزيع مساعدات غير غذائية ودعم مالي، مما يعزز الحاجة للدعم النفسي، خاصة للأطفال الذين يعانون من حالات صدمة وقلق.

وأكد مدير وكالة التعاون الفني والتنمية، أودري برينوت، على التزام منظمته بمساعدة الأسر المتضررة عبر إعادة تأهيل المدارس وتقديم المساعدات النقدية، لكنه شدد على ضرورة توفير دعم أكبر لتلبية الاحتياجات المتواصلة. 

ودعا إلى نهج موحد يشمل التعاون بين الوكالات الدولية والسلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدني، بهدف تعزيز فعالية الاستجابة الإنسانية وتجنب التكرار عبر بروتوكولات اتصال واضحة.