تعاني مناطق جبل نفوسة ومناطق أخرى في ليبيا من أزمة وقود حادة، حيث تشهد المحطات الرسمية طوابير طويلة من السيارات منذ الساعات الأولى من الصباح.
وتنفد كميات الوقود قبل منتصف النهار، مما يدفع المواطنين إلى اللجوء إلى السوق السوداء حيث يباع الوقود بأسعار تصل إلى عشرة أضعاف السعر الرسمي، والانتظار إلى ساعات طويلة أمام المحطات.
في مدينة الزنتان، تصطف السيارات أمام محطات الوقود لساعات طويلة، ويضطر المواطنون للانتظار لأيام للحصول على الوقود. وبينما يتراوح سعر 20 لترًا من الوقود بين 30 و40 ديناراً في السوق السوداء، يبلغ السعر الرسمي 4 دنانير فقط.
أما في نالوت، فإن النقص الحاد في البنزين يؤدي إلى مشهد مشابه، حيث تتوفر كميات قليلة لا تكفي لتلبية احتياجات المواطنين. ويتكرر هذا الوضع في مدينة يفرن أيضًا.
تعود أسباب أزمة الوقود بشكل رئيسي إلى عمليات التهريب عبر الحدود مع تونس، بالإضافة إلى الإغلاقات المستمرة لحقل الشرارة النفطي، مما يقلل من إمدادات الوقود من ميناء الزاوية الذي يغطي المنطقة الغربية وجبل نفوسة.
وأشار المراقبون إلى أن ليبيا تستورد 80% من احتياجاتها من الوقود، بينما تغطي المصافي المحلية النسبة المتبقية. ويتم الاستيراد عبر مقايضة النفط الخام، مما يعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد في ظل الظروف السياسية والأمنية الصعبة، مؤكدين على ضرورة تحقيق الاستقرار السياسي وإجراء إصلاحات هيكلية في قطاع النفط ومكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في إدارة الموارد الوطنية.
وفي الآونة الأخيرة، أكدت المؤسسة الوطنية للنفط توفر الكميات اللازمة من الوقود في خزانات شركة البريقة لتسويق النفط، وأشارت إلى أن عمليات التوزيع على محطات الوقود تسير بشكل طبيعي وفقاً لخطط العمل اليومية.
وتعد أزمة الوقود في ليبيا من الأزمات المزمنة، زيرى الخبراء أن الحلول الفعالة لأزمة الوقود في ليبيا تتطلب مقاربة شاملة تتضمن عدة جوانب، أولها تعزيز الرقابة على الحدود للحد من عمليات التهريب التي تستنزف الموارد وتزيد من تفاقم الأزمة، وتحسين إدارة الحقول النفطية لضمان استمرارية الإنتاج والتوزيع بشكل منتظم، وتعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين بما يساعد في تحقيق استقرار أكبر في إمدادات الوقود.
ولا يمكن تجاهل أهمية تحقيق الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، حيث أن الأزمات المتكررة في هذا القطاع تعكس حالة عدم الاستقرار العامة. تحقيق الاستقرار يتطلب جهوداً مستمرة لبناء مؤسسات قوية وديمقراطية تضمن توزيعاً عادلاً للثروات وتلبية احتياجات المواطنين.
بالتالي، معالجة أزمة الوقود في ليبيا تتطلب جهوداً متكاملة تشمل تعزيز الرقابة، تحسين إدارة الحقول النفطية، وإجراء إصلاحات هيكلية، ومكافحة الفساد والتهريب، وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني، لضمان توفير الوقود بأسعار معقولة وتلبية احتياجات المواطنين بشكل مستدام.
- ضبط 20 شاحنة وقود قبل بيعها بالسوق السوداء بمدينة الكفرة الليبية
- ليبيا.. مركز الأرصاد يحذر من سقوط سيول على الجنوب الغربي مساء اليوم
- شركة الكهرباء الليبية تعلن بدء إنشاء محطة جديدة في طبرق
- مصرف ليبيا المركزي: 5.4 مليار دينار ميزانية استثنائية لمؤسسة النفط
- ليبيا.. ضبط وافد زور وثائق المواطنة وأصبح مدير التخطيط بوزارة العدل
- العجز 2.7 مليار دولار فقط.. من أين جاء مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي المكلف بالنقد الأجنبي؟
- مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي المكلف: الدين العام تم إطفاءه وأصبح “صفراً”
- مصرف ليبيا المركزي: العجز بالنقد الأجنبي 2.7 مليار دولار فقط لا غير
- رئيس النقابة العامة للنفط بليبيا: إغلاق الحقول تسبب في خسائر اقتصادية كبيرة
- جهاز الإمداد الطبي يسلم مشغلات الكلى لمركزي القرة بوللي وناولوت
- جهاز الإسعاف والطوارئ: وفاة 4 سودانيين في حادث انقلاب سيارة جنوب مدينة الكفرة
- الكبير: مصرف ليبيا المركزي لايزال معزولاً عن النظام المالي العالمي
- “يونيسف”: تركيب 20 منظومة لتعقيم المياه في البيضاء وشحات
- شركة الكهرباء الليبية: تزويد محطة طبرق بـ30 ألف طن من الديزل
- ليبيا.. غلق جزئي لجزيرة غوط الشعال في طرابلس لمدة أسبوع