تداعيات تغير المناخ.. كيف ستواجه ليبيا التصحر وشح المياه؟

0
240

تعد ليبيا إحدى أكثر دول العالم جفافاً، حيث الطلب على المياه أكبر بكثير من إمداداتها، وتثير تداعيات تغير المناخ والزيادات المتوقعة في درجات الحرارة مخاوف استنفاد مواردها المائية وتأثر قدرتها الإنتاجية الزراعية.

ويصف برنامج الأمم المتحدة الانمائي ليبيا، بأنها من “أكثر الدول التي تعاني من ندرة المياه في العالم”، وهذه الندرة من “أكبر التهديدات الناشئة” التي تواجهها، مشيراً إلى أن عليها اتخاذ تدابير استباقية ضد الجفاف والتصحر المتنامي.

وتأثرت منطقة الجبل الغربي التي يسميها الأمازيغ “جبل نفوسه”، بشكل كبير بموجة الجفاف والتغيرات المناخية القاسية في السنوات الماضية.

ويقول رئيس بلدية كاباو مراد مخلوف، إن التغير المناخي والجفاف المتصاعد في العقد الأخير، دفع المئات من العائلات إلى الهجرة إلى العاصمة طرابلس والمدن الساحلية.

وكانت منطقة الجبل حتى سنوات قليلة، واحدة من أشهر مناطق تربية الماشية، لكن الجفاف دفع الكثير من المربين إلى بيعها أو نقلها إلى مدن قريبة من الساحل، للاستمرار في تربيتها.

وتعتمد ليبيا في توفير المياه على مشروع النهر الصناعي الذي أطلقه الرئيس السابق معمر القذافي، في ثمانينيات القرن الماضي، مع نقل المياه الجوفية من أقصى الجنوب الليبي.

ويوفر المشروع حوالى 60 ٪ من المياه في ليبيا، لكن المياه تؤخذ من طبقات جوفية “غير متجددة” ولا يمكن إعادة تغذيتها بالمطر.

ويعد التصحر أحد أكثر التهديدات البيئية إلحاحاً في ليبيا والذي يشكل مخاطر بفقدان المزيد من الأراضي الصالحة للزراعة المحدودة بالفعل، والتي بدورها تهدد الأمن الغذائي. كما ينتج التصحر عن مجموعة من العوامل، بما في ذلك ارتفاع معدلات التحضر والاستغلال المفرط للموارد المائية والنباتات الطبيعية.

وانخفض منسوب الأمطار في ليبيا بعد أن كانت تستقبل نحو ملياري متر مكعب من المياه سنويا، ليتراجع بنسبة تزيد على 75٪ بعد رصد 400 مليون متر فقط مخزنة داخل السدود.

ويرى مراقبون ضرورة أن تتخذ ليبيا مجموعة من الإجراءات لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية، على رأسها ضرورة توفير غطاء نباتي كبير في المدن التي تشهد تغيرات في درجات الحرارة بنظام الغرس المباشر، مع وضع برامج رعاية لها.

كما يجب إزالة التعديات من على النهر الصناعي، المصدر الأول لمياه الشرب في ليبيا، للاستفادة من كل قطرة تنتج منه، مع تطوير الموارد المائية والاستفادة منها وتأهيل السدود أيضا لحفظ المياه من دون تسريب.