كيف يعرقل دبيبة تشكيل حكومة موحدة جديدة في ليبيا للبقاء في السلطة؟

0
185

جدد رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الحميد دبيبة، هجومه على مجلسي النواب والدولة، واتهمهما بتعطيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية، خلال اجتماع حكومته العادي الثاني لعام 2024 الذي عقد اليوم الاثنين في طرابلس.

وقال دبيبة، إن المجلسين اختلفا في كل شيء واتفقا على بند واحد، وهو كيفية التمديد لأنفسهم وتعطيل الانتخابات، مشيراً إلى ما وصفه بالمناورة التي تقوم بها وجوه معروفة من مجلسي النواب والدولة، للاتفاق على كيفية تعطيل إرادة الشعب في الوصول للانتخابات باختراع مراحل انتقالية جديدة.

وأضاف أن اجتماع أعضاء من مجلسي النواب والدولة الذي عقد مؤخراً في مصراتة، يهدف إلى التمديد لأنفسهم وخلق مراحل انتقالية جديدة وتوزيع المناصب حسب مصالحهم، مشيراً إلى أن هناك قلة تتقاسم السلطة والثروة والسلاح، وتريد مصادرة إرادة الشعب الليبي، حسب زعمه.

وتابع: نصيحتي لهؤلاء، دافعوا أولاً عن حصانتكم وأنفسكم وزملائكم مجهولي المصير، ثم أقروا القوانين الانتخابية العادلة، التي تعد هي مهمتكم الوحيدة والمطلوبة، وأطلقوا سراح الليبيين بدلاً من اجتماعاتكم البائسة، التي لم يكن هدفها خدمة الوطن أو المواطن.

وكان عدداً من أعضاء مجلسي النواب والدولة اتفقوا خلال اجتماع مع تنسيقيات الأحزاب والحركات الوطنية في مدينة مصراتة، الخميس الماضي، على أن القوانين الانتخابات المتوافَق عليها بين مجلسي النواب والدولة قابلة للتنفيذ ويمكن إجراء الانتخابات على أساسها.

كما أكدوا على ضرورة توسيع المشاورات في أنحاء ليبيا وحث المجلسين على إطلاق عملية سياسية تيسرها البعثة الأممية لبدء توحيد السلطة التنفيذية لتهيئة الظروف الملائمة للانتخابات.

وفي مارس الماضي اتفق رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، ورئيس مجلس الدولة الاستشاري محمد تكالة، خلال اجتماعهم رفقة رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، بجامعة الدول العربية، على تشكيل حكومة موحدة تقود البلاد لإجراء الانتخابات وتشكيل لجنة لمعالجة نقاط الخلاف حول قوانين الانتخابات.

وسبق لدبيبة إعلان رفضه مراراً ترك السلطة إلا لحكومة منتخبة، زاعماً أنه يريد إنهاء المراحل الانتقالية وإشراف حكومته على إجراء الانتخابات، رغم استحالة ذلك كون حكومته لا تسيطر إلا على غرب البلاد فقط، فيما تسيطر الحكومة المكلفة برئاسة أسامة حماد على شرق وجنوب البلاد.

ويرى مراقبون أن تصريحات دبيبة الأخيرة، ما هي إلا مناورات جديدة لبقاء أطول فترة ممكنة في السلطة، فكلما جرى الحديث عن تشكيل حكومة جديدة خرج بتصريحات يهاجم فيها مجلسي النواب والدولة أو يطالب بالاستفتاء على الدستور.

ويؤكد المراقبون استحالة إجراء الانتخابات دون انهاء ازمة وجود حكومتين في البلاد وتشكيل حكومة موحدة تسيطر على كافة مدنها حتى تعمل بحرية وبشفافية كاملة.