مخلفات الحرب في ليبيا.. هدأت المعارك وآثارها لازالت تفتك بالليبيين

0
141

عانت ليبيا من تداعيات الحروب والصراعات التي تلت أحداث فبراير 2011، التي أدت إلى سقوط نظام القذافي وانتشار الميليشيات والجماعات المتطرفة.

وخلفت تلك الحروب وراءها ملايين الألغام ومخلفات حرب غير منفجرة، مما يشكل خطرًا دائمًا على حياة المدنيين ويعيق إعادة الإعمار والتنمية.

كما تركت الدول المتصارعة في الحرب العالمية الثانية، التي خاضت جزءاً من هذا الصراع في ليبيا، أعداداً ضخمة من الألغام، ما زال أغلبها مطموراً ويشكل خطراً على حياة الرعاة وسكان الصحارى في ليبيا.

وتقدر الأمم المتحدة عدد هذه الألغام القديمة في ليبيا بنحو ثلاثة ملايين لغم، زرع أغلبها في الفترة ما بين 1940 و1943 من قبل الإيطاليين والألمان والإنجليز خلال معارك الحرب العالمية الثانية.

ورغم المحاولات لتطهير الأراضي الملوثة بالمتفجرات لازالت هناك أعداد ضخمة من مخلفات الحرب القابلة للانفجار منتشرة بشكل كبير في عدة مناطق من ليبيا، ما يجعلها خطراً يهدد حياة المدنيين أو يصيبهم بجروح.

ويعد المستوى المرتفع للتلوث بالألغام ومخلفات الحرب في المناطق السكنية حالياً أحد أكبر التهديدات للسلامة في ليبيا، حيث تتسبب هذه التهديدات في الكثير من الإصابات والخسائر في الأرواح، حيث تسببت الألغام ومخلفات الحروب منذ مايو 2020 بوقوع ما يزيد عن 180 حادثًا أسفر عنها سقوط 369 ضحية.

وفي العام 2022 وحده، أصيب 39 شخصاً وقتل 19 في حوادث متفرقة بسبب التلوث الكبير بالألغام ومخلفات الحروب.

كما يعيق وجود هذا التلوث بعض سبل العيش ومنع الوصول إلى بعض الخدمات الأساسية مثل المدارس والمرافق الصحية والأراضي الزراعية والمناطق التنموية.

وكان المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام أعلن في يوم 9 مايو الماضي عن خطط لتطوير استراتيجية على مستوى الوطني لمكافحة الألغام بالتعاون مع مركز جنيف الدولي لإزالة الألغام للأغراض الإنسانية، وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ممثلة في دائرة الأعمال المتعلقة بالألغام.

جاء هذا الإعلان خلال فعالية نظمها المركز الليبي لمكافحة الألغام في طرابلس، بدعم من دائرة الأعمال المتعلقة بالألغام التابع للبعثة وسبع منظمات غير حكومية، للاحتفال باليوم الدولي للتوعية والمساعدة في مجال الألغام.

وقالت مديرة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في ليبيا، فاطمة زريق، خلال الفعالية إن “ليبيا تمكنت من تنظيف حوالي 36٪ من الأراضي الخطرة التي تم تحديدها في البلاد، إلا أن حوالي 436 مليون متر مربع لا تزال ملوثة”.

وأردفت أنه في السنوات الخمس الماضية، أصيب أو قُتل أكثر من 400 شخص في حوادث مرتبطة بالذخائر المتفجرة. وقد تم تسجيل 35 من تلك الحوادث في العام الماضي فقط، وكان من بين ضحاياها 26 طفلاً.

واعتبرت زريق أن “هذه الأرقام لا تسلط الضوء على التحديات الخطيرة التي نواجهها فحسب، بل تؤكد أيضا على الأهمية الحيوية للشراكات الدولية. فمن خلال التعاون، يمكننا تعزيز قدرات قطاع الأعمال المتعلقة بالألغام، وضمان مستقبل أكثر أمانًا للجميع.”

وأضافت أن تطوير استراتيجية ليبيا لمكافحة الألغام “سيساعد البلاد على توضيح الاحتياجات والأولويات وتحديد الفرص والمخاطر،” مؤكدة أن الاستراتيجية ستشكل إطارا يوجه التعاون بين الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية الوطنية والدولية، “ما سيفضي في نهاية المطاف إلى تعظيم تأثير جهود الأعمال المتعلقة بالألغام وتقليل المخاطر التي تتعرض لها المجتمعات المحلية.”