تهريب أم إعادة تصنيع.. قضية الـ 26 طن ذهب تشعل الخلاف في ليبيا

0
254

يبدو أن قضية مافيا تهريب الذهب لم تنتهي عند إعلان تفاصيل القضية من قبل النيابة العامة، اقتحام مكتب وكيل النائب العام في مصراتة، بل ما زال بها الكثير من التفاصيل. 

بيان جديد من مصلحة الجمارك، المتورطة بشكل رئيسي وفق بيان النيابة العامة، في تهريب 26 طناً من الذهب، تنفي فيه تورطها، بعد نحو أسبوع من قرار النائب العام، وأن ما جرى هو تصدير مؤقت بغرض التصنيع، بناء على إقرارات جمركية مقدمة من الشركات المرخص لها بمزاولة التصدير والاستيراد. 

الناطق الرسمي لمصلحة الجمارك العقيد حسام السايح، قال إن الإقرارات الجمركية بلغت 108 إقرارات تتعلق بالمعادن الثمينة، مقدمة من الشركات المرخص لها بمزاولة التصدير والاستيراد من وزارة الاقتصاد، مضيفاً أنه وصلت كميات تراكمية خلال الأشهر الماضية إلى 25 طنا و857 كيلو لغرض التصنيع وإعادة توريدها وفقا للإجراءات القانونية. 

وأشار أن الشركات وردت ما جرى تصديره بكميات تراكمية وصلت إلى 24 طنا و823 كيلو بعد تصنيعها.

لكن على الأرض هناك مزيد من الفوضى، وهو ما تدلل عليه تحركات عدة، فالثلاثاء الماضي، اقتحمت عناصر القوة المشتركة، فرع مكتب النائب العام، لتهريب رئيس مركز جمرك مطار مصراتة فتحي مخلوف، المعتقل في قضية تهريب الذهب.

وهرّبت عناصر القوة المشتركة بقيادة ‎عمر بوغدادة ومساعده ‎أبوالقاسم الصمدي – المتورطين في قضية التسجيلات-، بل تمادت إلى محاولة اختطاف وكيل النيابة إبراهيم الشركسية، الذي تسلم ملف التحقيقات في فساد الجمارك. 

وكانت النيابة العامة قد قررت أمراً بحبس مدير عام مصلحة الجمارك؛ وقيادات عمل المصلحة في دائرة مطار مصراتة الدولي، بتهمة التآمر لتهريب نحو 26 ألف كيلوغراماً من سبائك الذهب بالمخالفة للتشريعات، على خلفية نظر النيابة العامة في محصلة تقارير متابعة جهاز الأمن الداخلي لنشاط تصدير معدن الذهب في دائرة الاختصاص.

ووفق البيان الرسمي للنيابة والذي أكد تورط مصلحة الجمارك، فقد خلصت التحقيقات إلى انصراف إرادة مسؤولي الشؤون الجمركية إلى ممارسة سلوكيات غير رشيدة، بتآمرهم مع آخرين على إخراج 25 ألفاً وثمانمائة وخمسة وسبعين كيلو جرام من سبائك الذهب بالمخالفة للتشريعات الناظمة.

وقررت النيابة حبس مدير مصلحة الجمارك؛ ورئيس مركز جمرك مطار مصراتة؛ ورئيس مكتب المراجعة – رئيس لجنة التصدير المؤقت للذهب، لتعمُّدهم الإسهام في ارتكاب واقعة تحقيق منافع مادية غير مشروعة لغيرهم؛ وتسبُّبهم في إلحاق ضرر بالاقتصاد الوطني.

وفي ديسمبر الماضي، ظهرت تسجيلات صوتية تتعلق بواقعة تهريب كميات كبيرة من الذهب عبر مطار مصراتة، وتحتوي على مكالمات بين كل من رئيس جمرك مطار مصراتة العميد فتحي مخلوف والقيادي في قوة العمليات المشتركة أبوالقاسم الصمدي، تشير إلى تورط الطرفين في واقعة التهريب، والتنسيق فيما بينهما في ترتيب عمليات التهريب، وتواطؤ هيئة الرقابة الإدارية فيما يتعلق بالواقعة.

والتسجيل جرى تسريبه من طرف جهاز الأمن الداخلي قبل أن يحذفها بعد بضع دقائق من نشرها على صفحته، وأن القيادي في قوة العمليات المشتركة أبوالقاسم الصمدي الذي كلف سابقا بتأمين مقر المؤسسة الوطنية بطرابلس وتردد اسمه خلال اقتحام مجموعة مسلحة مقر المؤسسة في يوليو 2022، قد تمكن من السفر إلى خارج ليبيا، على الرغم من إبلاغ النيابة العامة بمصراتة.