ليبيا

باتيلي: لا يمكن التوصل لحل سياسي وليبيا “متجر” مفتوح للسلاح

بواسطة

مايو 14, 2024

372

قال رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا المستقيل، عبدالله باتيلي، إنه لا يمكن التوصل إلى حل في ليبيا طالما استمر اللاعبون الرئيسيون في البلاد يحتكرون العملية السياسية.

وأضاف باتيلي، في حوار مطول نشره موقع الأمم المتحدة أمس الإثنين، أن القادة الليبيين خلال المراحل الانتقالية الماضية استمروا في التنافس ولم يكونوا مهتمين فعليا باستقرار البلاد.

وأوضح رئيس البعثة المستقيل: “رأينا كم هم سعداء بالوضع الذي يمكن من خلاله أن يتقاسموا ثمار الحكم فيما بينهم.. ليبيا ليست دولة فقيرة، بل في الواقع، هي بلد غني جدا، وعلى الرغم من هذه الأزمة، فلا تزال تنتج 1.3 مليون برميل نفط يوميا، وهناك ما يكفي من الموارد ليعيش كل ليبي في رخاء، لكن ما رأيناه هو أن الليبي العادي جرى إفقاره في العشر سنوات الماضية”.

واستطرد: “لا توجد شفافية، ويتحدث الليبيون عن الفساد في الحكومة، وعندما تنظر إلى الوضع في قطاع التعليم وفي قطاع الصحة، فإنك ترى الدمار الذي خلفته الحروب، والبنية التحتية لم يعاد بناؤها”.

وأكمل: “لقد أتيحت لي الفرصة السفر في جميع أنحاء ليبيا، شرقا وغربا وجنوبا، وزرت جميع المجتمعات، واستمعت إلى أصحاب المصلحة والمواطنين هناك، الذين يشكون من جميع القادة، وكيف حرمهم أولئك القادة من الازدهار الذي يستحقونه”.

ونبه باتيلي إلى نوع جديد من الاهتمام بالموقع الجيوسياسي لليبيا من قوى إقليمية ودولية، نتيجة الأزمات الدولية والإقليمية بما فيها الحرب في أوكرانيا، متابعاً: “لكن في الوقت نفسه، كان للحرب في السودان تأثير خلال الأشهر الأخيرة على الوضع الأمني في ليبيا، وبعيدا عن الحدود الجنوبية المباشرة، فهناك الأزمة في منطقة الساحل التي تفاقمت خلال الأشهر الماضية، بما في ذلك في مالي وبوركينا فاسو، وبالطبع وضع اللاجئين في تشاد، وأثر كل هذا بشكل كبير على الوضع الداخلي في ليبيا”.

وعلق باتيلي، على انتشار الميليشيات المسلحة والأسلحة الثقيلة في العاصمة طرابلس، بقوله: “نعلم جميعا أن ليبيا اليوم تكاد تكون بمثابة متجر مفتوح للأسلحة التي تستخدم للمنافسة السياسية الداخلية بين المجموعات المسلحة، وأيضا في صفقات الأسلحة وسباق التسلح وتجارة الأسلحة مع جيرانهم وما وراء ذلك”.

وأردف: “الوضع الأمني أصبح مثيرا للقلق أكثر بالنسبة للمواطنين لأن كل هذه المجموعات تتنافس على المزيد من السلطة، والمزيد من السيطرة على ثروة البلاد، وبالتالي فإن الخصومات زادت التوترات في جميع أنحاء ليبيا وخاصة في غرب البلاد”.

وأشار باتيلي، إلى أنه ليس هناك أمل في أن يتحسن الوضع الأمني في ليبيا، فهي أصبحت بشكل متزايد وكأنها دولة مافيا يهيمن عليها عدد من المجموعات المتورطة في الكثير من عمليات التهريب بما فيها الاتجار بالبشر والمعادن مثل الذهب وتهريب المخدرات.

وأكد أن الليبيين يتطلعون إلى الديمقراطية والحرية، لكن مساحة الديمقراطية تتقلص أكثر فأكثر مع الخصومات بين القادة، والتوترات المتزايدة، والمنافسة بين الجماعات والعناصر المسلحة المستعدة لقمع أي أصوات معارضة في البلاد.