مافيا سرقة الذهب في ليبيا تنشط بحماية المسؤولين.. ومصراتة بوابة التهريب

0
7610
أعلنت النيابة العامة، الأحد، صدور أمر بحبس مدير عام مصلحة الجمارك؛ وقيادات عمل المصلحة في دائرة مطار مصراتة الدولي، بتهمة التآمر لتهريب نحو 26 ألف كيلوغراما من سبائك الذهب بالمخالفة للتشريعات الناظمة.
 
ووفق بيان صادر عن مكتب النائب العام، جاء ذلك على خلفية نظر النيابة العامة في محصلة تقارير متابعة جهاز الأمن الداخلي لنشاط تصدير معدن الذهب في دائرة الاختصاص.
 
وخلصت التحقيقات إلى انصراف إرادة مسؤولي الشؤون الجمركية إلى ممارسة سلوكيات غير رشيدة، بتآمرهم مع آخرين على إخراج خمسة وعشرين ألفاً وثمانمائة وخمسة وسبعين كيلو جرام من سبائك الذهب بالمخالفة للتشريعات الناظمة.
 
وقررت النيابة حبس مدير مصلحة الجمارك؛ ورئيس مركز جمرك مطار مصراتة؛ ورئيس مكتب المراجعة – رئيس لجنة التصدير المؤقت للذهب، لتعمُّدهم الإسهام في ارتكاب واقعة تحقيق منافع مادية غير مشروعة لغيرهم؛ وتسبُّبهم في إلحاق ضرر بالاقتصاد الوطني.
 
وفي ديسمبر الماضي، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي الليبية تسجيلات صوتية تتعلق بواقعة تهريب كميات كبيرة من الذهب عبر مطار مصراتة، تقدر بنحو 8500 كيلوغرام.
 
وتحتوي التسجيلات على مكالمات بين كل من رئيس جمرك مطار مصراتة العميد فتحي مخلوف والقيادي في قوة العمليات المشتركة أبوالقاسم الصمدي، تشير إلى تورط الطرفين في واقعة التهريب، والتنسيق فيما بينهما في ترتيب عمليات التهريب، وتواطؤ هيئة الرقابة الإدارية فيما يتعلق بالواقعة.
 
وآنذاك، قالت تقارير إن التسجيل جرى تسريبه من طرف جهاز الأمن الداخلي قبل أن يحذفها بعد بضع دقائق من نشرها على صفحته، وأن القيادي في قوة العمليات المشتركة أبوالقاسم الصمدي الذي كلف سابقا بتأمين مقر المؤسسة الوطنية بطرابلس وتردد اسمه خلال اقتحام مجموعة مسلحة مقر المؤسسة في يوليو 2022، قد تمكن من السفر إلى خارج ليبيا، على الرغم من إبلاغ النيابة العامة بمصراتة.
 
وأظهرت التسجيلات ثقة المتحدثين في إمكانية تهريب أي كميات من الذهب؛ إذ قال أحدهم إنه يمكن تمرير “حتى ألف كيلو” من المطار إلى الخارج.
 
ومنتصف ديسمبر، توقفت المنظومة الأمنية في مطار مصراتة بسبب خلاف بين الأجهزة الأمنية على خلفية اتهامات بتهريب كميات من الذهب عبر المطار، وقالت تقارير إن القوة الأمنية المشتركة، التي وجهت إليها اتهامات بالتورط في تهريب الذهب، طردت عناصر جهاز الأمن الداخلي، ما تسبب في إيقاف المنظومة الأمنية.
 
الإعلامي الليبي خليل الحاسي، كتب عبر صفحته على منصة إكس، في ديسمبر 2023، قائلاً إن رئيس الرقابة الإدارية عبدالله قادربوه الذي ذكر مرات عديدة بشكل إيجابي في التسجيلات مسؤول بشكل مباشر عن توفير الحماية لرئيس مركز جمرك المطار، والتغطية على كل عمليات التهريب. 
 
وأردف أن القائد في ميلشيا القوة الأمنية المشتركة “سيئة السمعة” أكد أن رئيس الرقابة الإدارية عبدالله قادربوه طلب من فتحي مخلوف “المشرف على عملية تهريب الذهب” عدم الاستجابة لطلب فرع الرقابة الإدارية في مصراتة بالتحقيق معه.
 
ومن خلال مجموعة من النقاط فند الإعلامي الليبي ما جاء في التسريبات، مضيفاً أنه في الدقيقة 1:30 حذف جهاز الأمن الداخلي اسم الشركة المذكورة من التسجيل، مؤكداً أنه بعد اتصاله بمصدر في الأمن الداخلي أكد له أن الشركة تتبع لإبراهيم دبيبة.
 
وتساءل الحاسي: هل يجرؤ النائب العام الليبي الصديق الصور على تنفيذ أوامر اعتقال ضد المتورطين بالدليل صوتاً وصورة في تهريب المعادن والذهب والعملة وعلى رئيس الرقابة الإدارية عبدالله قادربوه ورئيس القوة المشتركة حليف عبدالحميد الدبيبة عمر أبوغدادة؟
 
وفي يناير من العام الجاري، أعلن النائب العام المستشار الصديق الصور، مباشرة النيابة العامة التحقيق في قضية تهريب الذهب عبر مطار مصراتة، وأن جهاز الأمن الداخلي أحال في السابق تقريراً حول الواقعة، قبل أن يحيل محضر الاستدلال قبل، مضيفاً: “إذا ثبت أن أعضاء الجمارك ارتكبوا جرائم سوف تتخذ ضدهم إجراءات”.
 
وفي يناير 2023، كشف تقرير لمجلس الذهب العالمي عن اختفاء 27 طناً من الذهب في ليبيا منذ الإطاحة بحكم معمر القذافي عام 2011، مشيراً إلى أنه حتى عام 2014، انخفض احتياطي المعدن الأصفر من 143.82 طن عام 2011 إلى 116.64 طن في 2014 فقط، ما يعني اختفاء أكثر من 27 طنا.
 
ووفق بيانات مجلس الذهب العالمي عن العام 2022، فإن ليبيا تعد ضمن الخمس دول العربية في أعلى احتياطي من الذهب في البنوك المركزية. ولم يشر التقرير إلى كيفية اختفاء هذه الأطنان، ولم تعلق الجهات الرسمية في ليبيا على ما ورد في بيانات المجلس.