في يومها العالمي.. الأوضاع السياسية تقيد الصحافة في ليبيا

0
516

يعد ممارسة الصحافة في ليبيا مغامرة محفوفة بالمخاطر في ظل الوضع الراهن بالبلاد لاسيما في مناطق غرب ليبيا التي تقع تحت سيطرة الميليشيات المسلحة ويغيب عنها الأمن والأمان، حيث يتعرض الصحفيين لانتهاكات جسيمة تعيق عملهم وتهدد حقهم في التعبير وبل وتهدد حياتهم.

ووفقاً للمؤشر العالمي لحرية الصحافة الذي تصدره منظمة “مراسلون بلا حدود” سنوياً، ويقيم حرية الصحافة ووسائل الإعلام في 180 دولة ومنطقة سنوياً، حلت ليبيا في المرتبة الـ143 عالمياً والـ11 عربياً.

وذكرت المنظمة أن حرية الصحافة في ليبيا تقدمت 6 مراكز عن العام الماضي، حيث كانت فيه في المركز الـ149، مشيرة إلى أن ليبيا لم تسجل أي اعتقالات للصحفيين أو عمليات خطف أو قتل خلال العام الجاري.

ويستخدم مؤشر منظمة مراسلون بلا حدود 5 مقاييس لتقييم حرية الصحافة وتشمل: السياق السياسي والإطار القانوني والسياق الاقتصادي، والسياق الاجتماعي، والثقافي والسلامة، ويتم تقييم هذه المؤشرات على أساس الإحصاء الكمي للانتهاكات ضد الصحفيين ووسائل الإعلام، وتحليل نوعي يعتمد على آراء الخبراء في حرية الصحافة.

وتقول المنظمة إن ليبيا أصبحت بؤرة سوداء حقيقية على المستوى الإعلامي، بعد أحداث عام 2011، وهو ما أجبر معظم الصحفيين ووسائل الإعلام على مغادرة البلاد، أما من اختاروا البقاء، فإن شغلهم الشاغل بات الحفاظ على سلامتهم من خلال العمل تحت حماية أحد أطراف النزاع، بينما لم يعد بإمكان الصحفيين الأجانب تغطية الأحداث الجارية على الأرض.

وأشارت إلى أنه وفي سياق الصراع الدائر، لم تعد وسائل الإعلام التقليدية تلعب دورها في توفير معلومات حرة ومستقلة ومتوازنة تعكس التحديات الحقيقية للمجتمع الليبي، خاصة تطلعات الشباب الذين أصبحوا يجدون في وسائل التواصل الاجتماعي مجالاً للحوار المفتوح، لكنها تمثل في الوقت نفسه مساحة لنشر التطرف وخطاب الكراهية.

بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أصدرت أمس الجمعة، بيان بمناسبة اليوم العالمي للصحافة، دعت فيه إلى تمكين الصحفيين للقيام بدورهم الحيوي في ليبيا، مؤكدة أن الوضع الراهن في ليبيا لا يمكن الصحفيين من العمل بحرية.

وأكدت البعثة الأممية أن خلق بيئة ملائمة تضمن سلامة الصحافيين واستقلالهم أمر بالغ الأهمية ليتمكنوا من القيام بدورهم كرقيب على المجتمع وعامل للتغيير الإيجابي.

كما دعت البعثة الصحفيين إلى الالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية العالية والانخراط بشكل إيجابي في مكافحة التقارير المتحيزة والأخبار المزيفة والمعلومات المضللة وخطاب الكراهية، مؤكدة أن الصحافة الحرة والمهنية واحدة من العوامل الهامة لانتقال ليبيا نحو السلام والاستقرار والمؤسسات الشرعية.

وأشارت إلى أن ليبيا تواجه تحديات بيئية كبيرة، مثل التصحر وزيادة ندرة المياه وتدهور النظام البيئي والتي تعد من الجوانب الملحة التي تتطلب اهتمام وسائل الإعلام، لافتة إلى أن الآثار المدمرة الذي خلفها إعصار دانيال في سبتمبر الماضي والذي يعد بمثابة تذكير بالحاجة إلى تسليط الضوء على هذه القضايا، وشرح عواقبها بعيدة المدى على المجتمعات ومستقبل البلاد، ومحاسبة المسؤولين عنها.

من جهة أخرى عبرت السفارة الأمريكية في ليبيا بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، عن تكريمها الصحفيين في ‎ليبيا الذين يعملون في ظل ظروف صعبة للغاية، مؤكدة الدعم الكامل للصحفيين الذين يواصلون تغطية المواضيع التي يجب أن تروى بشجاعة.

كما جددت النقابة الوطنية للصحفيين الليبيين، التزامها بدعم الصحفيين وحماية حريتهم في إيصال المعلومة، مع مراعاة طبيعة وخصوصية المجتمع الليبي والحفاظ على أمنه واستقراره والارتقاء به إلى مستوى أفضل.

وأكدت النقابة في بيان صدر أمس الجمعة بمناسبة اليوم العالمي للصحافة، على الدور الحاسم الذي تلعبه وسائل الإعلام في المجتمع، وضرورة وجود بيئة آمنة ومواتية تسمح للصحفيين بأداء عملهم دون خوف، فالصحافة الحرة تمكن المواطنين من اتخاذ قرارات مستنيرة وتعزز الشفافية والمساءلة.

وأوضحت أن الصحافة الاستقصائية تمثل أهمية بالغة لدى النقابة، في كشف الحقائق ومحاربة الفساد، وتسليط الضوء على القضايا المهمة التي قد تكون مخفية عن العامة، رغم تحديات كبيرة مثل خطاب الكراهية الذي يمكن أن يهدد التماسك الاجتماعي، والمساس بحرية الصحافة والتعدي على حقوق الآخرين.

ونوهت إلى الجهود المبذولة للمحافظة على استقلالية الصحافة وحمايتها كمهنة، داعية في الوقت ذاته إلى ضرورة العمل الجاد لمكافحة المعلومات المغلوطة، وتعزيز سبل الوصول إلى معلومات موثوقة ومسؤولة.

وأشادت بإسهامات الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام، في تنوير المجتمع ونقل الأحداث بموضوعية على رأسها السيول التي اجتاحت مدينة درنة ومناطق ومدن الجبل الأخضر. ‏

ولفتت إلى الصعاب والمخاطر التي تواجه الصحفيين في سعيهم لتقديم الخبر، وعزيمتهم على تعزيز حرية الصحافة والدفاع عن حق المجتمع في الوصول إلى المعلومة.