تمر اليوم الذكرى الـ109 لمعركة القرضابية التي تعد إحدى المعارك الفاصلة في تاريخ مواجهات المجاهدين الليبيين ضد الاحتلال الإيطالي للبلاد.
ففي يوم الـ29 من أبريل عام 1915 تصدى المجاهدين الليبيين لزحف الاحتلال الإيطالي جنوب مدينة سرت وألحقوا بهم أكبر هزيمة تعرضوا لها منذ غزوهم لليبيا في أكتوبر 1911.
وتعتبر معركة القرضابية معركة فاصلة في الجهاد الليبي ضد الاحتلال الإيطالي، وتعرف أيضاً بمعركة الوحدة الوطنية حيث شارك فيها جميع أبناء ليبيا.
كما شكلت معركة القرضابية البداية لاندحار الإيطاليين، فعقب هذه المعركة سقطت الحاميات الإيطالية الواحدة تلو الأخرى وبحلول منتصف أغسطس من نفس العام الذي وقعت فيه معركة القرضابية لم يبق بيد الإيطاليين إلا مدينتي طرابلس والخمس.
وكان حينها يريد الاحتلال الإيطالي يحاول بسطه سيطرته على برقة بعد أن سيطر على نواحي طرابلس والجزء الغربي من ليبيا، ولكي يتسنى له ذلك، كان لزاماً عليه أن يزيح معسكرات المجاهدين المرابطة في نواحي النوفلية وجنوب سرت.
فتحركت قوات الاحتلال بقيادة الجنرال “امياني” إلى مدينة سرت وزحف يوم 29 أبريل 1915 على المجاهدين الذين تحشدوا جنوب سرت قرب قصر أبو هادي، وعلى الفور هاجمها المجاهدون المرابطون هناك وكانوا بقيادة “صفي الدين السنوسي” القائد العام للقوات وصالح الاطيوش، وحمد بن سيف النصر.
وعندما التقت قوات الاحتلال الإيطالي بالمجاهدين الليبيين، كان النصر حليفاً، وتمزقت قوات الاحتلال الإيطالية ولم ينج منهم إلا 500 جندي ونجا الجنرال إميانى إلى سرت مجروحاً مع من بقى من القوات.
