54 عاماً على جلاء “الإنجليز” عن ليبيا.. احتفال من الذاكرة

0
370

تحل اليوم 28 مارس الذكرى الـ54 لإجلاء القوات والقواعد البريطانية من الأراضي الليبية في عام 1970م التي كانت دخلت البلاد بعد الحرب العالمية الثانية، دون قيد أو شرط. 

ويعد هذا الحدث أحد المحطات الهامة في تاريخ ليبيا الحديث ورسالة إلى شعوب العالم التي كانت تكافح من أجل التخلص من الاستعمار، وتأكيداً على رفض كل التدخلات الأجنبية.

وتم إجلاء القواعد والقوات الأمريكية في 11 يونيو من 1970، في حين تم يوم 7 أكتوبر من نفس العام أيضاً إجلاء حوالي 20 ألف إيطالي كانوا يسيطرون على كل النشاطات الاقتصادية، ليشهد العام 1970 إنهاء المشروع الاستعماري في البلاد الذي كان يعتمد على القوة المسلحة لتكبيل حرية الشعب اللييي و نهب ثرواته.

وفي ذلك اليوم أنزل عضو مجلس قيادة الثورة الليبية، اللواء الراحل مصطفي الخروبي، العلم البريطاني ورفع علم الجمهورية العربية الليبية. 

وكان دخول القوات البريطانية والأمريكية ليبيا بعد هزيمة إيطاليا في الحرب بعد الحرب العالمية الثانية. يقول كتاب كتاب “ثورة الخريف” للإعلامى المصري أحمد المسلمانى، فإنه رغم خروج إيطاليا بقى الحال فى ليبيا، حيث انهزمت إيطاليا فى الحرب العالمية الثانية وانتصر الحلفاء ودخلت القوات البريطانية ليبيا، بعد 30 عاماً من الإحتلال الإيطالى.

وأوضح الكتاب، أن السلطة الليبية الجديدة أعطت نفوذ لبريطانيا والولايات المتحدة واسع فى الأراضى الليبية استطاعا من خلاله أن يكون لهم قواعد عسكرية هناك، ففي 24 ديسمبر استقلت ليبيا كمملة اتحادية، وتولى الملك محمد إدريس السنوسى، الملقب بـ “إدريس الأول” حكم ليبيا منذ الاستقلال وتشكلت أول وزارة اتحادية برئاسة محمود المنتصر، وتم وضع دستور للبلاد، ووقعت المملكة الليبية معاهدتين مع الإنجليز والأمريكان تمنحهما نفوذا واسعا فى ليبيا.

وقال كتاب “تاريخ الأقطار العربية المعاصر”، إن دور الحكومة الليبية كان محدودا وكانت إدارة ثورات البلاد كانت فى يد هيئات أمريكية ليبيا مختصة، موضحاً أن أمريكا امتلكت أكبر قاعدة لها فى أفريقيا وهى قاعدة هويلس فى ليبيا، وبلغ عدد العاملين فييها 12 ألف عسكرى، فيما كانت قواعد بريطانيا فى بنغازى والعدم، وكانت للأخيرة أهمية بالغة فى نقل القوات البريطانية عبر الأراضى الليبية إلى الشرق الأقصى وأفريقيا.

وبعد توقيع اتفافيات أخرى، توصلت الحكومة الليبية إلى تأجير الولايات المتحدة لقاعدتها بعشرة ملايين دولار، وتقديم معنويات اقتصادية لليبيا، فما اتفقت بريطانيا على خروج قواتها مع بقاء قواعدها إلى أتم طردها عام 1970.