في ظل ارتفاع الأسعار.. هل تعاني ليبيا انعداماً في الأمن الغذائي؟

0
2903

سجّلت أحدث بيانات لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار غالبية السلع الأساسية في ليبيا، مع تباين واضح في الأسعار بين المناطق، حيث شهدت المنطقة الجنوبية ارتفاعًا بنسبة كبيرة خلال شهري يناير وفبراير.

وجاءت الزيادة الأكبر في سلة الغذاء في منطقة الجنوب مقارنة بالمناطق الأخرى في ليبيا. وقال إن تكلفة سلة الغذاء في الجنوب مستمرة في تسجيل القيمة الأعلى عند 866 دينارا، بارتفاع 9% مقارنة بالمتوسط في المناطق الأخرى، بينما سجلت المنطقة الغربية التكلفة الأقل لسلة الغذاء عند 740 دينارا، منخفضة بنسبة 7% مقارنة بالمتوسط العام.

وتراجعت تكلفة سلة الغذاء الكاملة، التي تشمل مواد غذائية وغير غذائية، بنسبة 4% من 946.6 دينار في فبراير العام 2023 إلى 913 دينارا في فبراير الماضي.

وأشار التقرير إلى أن الأداء الضعيف للدينار الليبي مقابل الدولار في السوق الموازية يؤثر سلبًا على أسعار السلع والخدمات المتاحة للمواطنين، ويؤدي إلى تراجع قوة الشراء، وخاصة بالنسبة لأولئك ذوي الدخول المحدودة.

وتضمنت سلة الغذاء المحددة من قبل برنامج الغذاء مجموعة متنوعة من السلع الأساسية بنحو 18 سلعة منها: الدجاج والأرز واللحوم والألبان، شهدت جميعها زيادات في تكلفتها، مما يزيد عبء الحياة على المواطنين، وخاصة في المناطق التي شهدت زيادة في الأسعار بنسبة أعلى.

وتُظهر الأرقام الصادرة عن البرنامج ارتفاعاً في تكلفة سلة من السلع الأساسية، بما في ذلك البيض زاد 6% والفول 9 % والكسكس 4 % والطماطم 17 % ، وذلك خلال الشهرين الماضيين، فقد ارتفعت أسعار سلة من السلع الأساسية بنحو 3% في فبراير الماضي إلى  792 دينارا مقارنة بشهر يناير.

وجاءت الزيادة الأكبر في تكلفة هذه السلة الغذائية نفسها حيث بلغت تكلفتها 866 دينارا في منطقة الجنوب الليبي، وارتفعت بنسبة 9% مقارنة بمتوسط سعر السلة في الشرق والغرب، تلتها المنطقة الشرقية، حيث تصل تكلفة سلة الغذاء إلى 804 دنانير.

وكذلك ارتفعت تكلفة سلة السلع الأساسية الكاملة، وتشمل مواد غذائية وغير الغذائية، بنسبة 6% إلى 913.3 دينار في فبراير الماضي مقارنة بشهر يناير الماضي. وتتضمن سلة السلع الأساسية الكاملة منتجات مثل وقود الطهي والصابون المنزلي وغيرها.

وسجل البرنامج الأممي ارتفاع تكلفة سلة الغذاء (السلع الأساسية) بشكل عام في ليبيا بنسبة 3% إلى 792.13 دينار في فبراير مقابل 767.44 دينار في شهر يناير، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى زيادة في أسعار البيض والفول والطماطم مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.  

وقارن التقرير وضع أسعار الغذاء في الوقت الراهن داخل ليبيا وقبل عامين، ليظهر ارتفاعا بنسبة 14% في إنفاق الأسر الليبية لتغطية احتياجات الغذاء الشهرية.

وكان من بين التأثيرات اندلاع الحرب على أوكرانيا، ففي فبراير العام 2022، ارتفعت السلع بشكل كبير، مع ارتفاع سعر الكسكس بنسبة 90%، والمعكرونة بنسبة 25% والدقيق بنسبة 2%.

كما تُشير التقارير الصادرة عن برنامج الغذاء، إلى نقص في وقود الطهي في بعض المناطق، مما يزيد من التحديات التي يواجهها الأفراد في تأمين احتياجاتهم الغذائية الأساسية.

ورغم أن الأسر الليبية تلقت دعماً مالياً طارئاً لتلبية احتياجاتها الغذائية الشهرية، إلا أن الزيادات المستمرة في أسعار السلع قد تجعل هذا الدعم غير كافٍ لتأمين الحياة الكريمة للمواطنين. تقول تقارير إن الأسر الليبية حصلت على قيمة نقدية طارئة بقيمة 21 دولاراً للمساعدة الغذائية للشخص الواحد و105 دولارات لكل أسرة مكونة من خمسة أفراد لتلبية الاحتياجات الغذائية شهرياً، وهو ما يعادل 515 دينارا.

ويمثل انخفاض قيمة الدينار الليبي عامل مقلق، حيث قد يؤدي إلى تفاقم التضخم وزيادة الفجوة بين الطبقات الاجتماعية، مما يجعل الحصول على الغذاء والمواد الأساسية أمرًا صعبًا بالنسبة لأولئك ذوي الدخل المنخفض. أشار تقرير الغذاء العالمي إلى اقتراح مصرف ليبيا المركزي بفرض رسوم بنسبة 27% على سعر الصرف الرسمي لجميع الأغراض باستثناء القطاعات الممولة من الخزانة العامة، وهو ما اعتبره انخفاضا فعليا لقيمة الدينار.

وكان سعر الصرف السابق الذي حدده البنك المركزي في ديسمبر 2020 هو 4.8 دينار للدولار، واستقر سعر الصرف في الاتجاه نفسه حتى أغسطس 2023 عندما حدث تدهور ملحوظ في سعر الدينار في السوق الموازية. ومع تطبيق الرسوم، سيتراوح سعر الصرف الجديد بين 5.95-6.15 دينار للدولار، وهو ما لا يزال بفارق كبير عن سعر الصرف الموازي.

ونبه التقرير من تأثير انخفاض قيمة الدينار على سلة الغذاء وتداعياته على إمكانية الوصول إلى المواد الغذائية الأساسية بأسعار معقولة، مشيرا إلى أنه في الفترة المشمولة بالتقرير الحالي، ظل سعر الصرف الرسمي مثبتًا عند 4.84 دينار لكل دولار، بينما بلغ سعر الصرف في السوق الموازية 7.61 دينار.