حذر مصرف ليبيا المركزي من تزايد الضغوط على سعر صرف الدينار أمام الدولار والعملات الأجنبية الأخرى إذا استمرت وتيرة الإنفاق العام على الوضع الحالي مع تفاقم العجز في إيرادات النقد الأجنبي لتغطية الطلب المتزايد.
وكشف مصرف ليبيا المركزي في بيانه عن الإيرادات والإنفاق العام الذي يغطي الفترة من الأول من يناير حتى نهاية ديسمبر 2023، أن استخدام المصارف للنقد الأجنبي خلال العام 2023 بلغ 21 مليار دولار بزيادة قدرها 5 مليار دولار عن عام 2022.
وذكر المصرف في بيانه أن الإيرادات النفطية الموردة إلى مصرف ليبيا المركزي خلال عام 2023 بلغت 25.4 مليار دولار، بينما بلغ إجمالي الاستخدامات والالتزامات القائمة مبلغ 35.3 مليار دولار.
وأكد المصرف أن استنزاف النقد الأجنبي ستكون له آثار سلبية على الوضع الاقتصادي وعلى احتياطيات المصرف المركزي وعلى الاستدامة المالية للدولة.
وبحسب بيان المصرف المركزي فقد بلغ العجز في النقد الأجنبي خلال عام 2023 نحو 10 مليارات دولار أمريكي، وهو ما يزيد من احتمالات ارتفاع سعر الدولار أمام الدينار في ظل نقص المعروض أمام حجم الطلب.
واستقر سعر الدولار في ليبيا بالسوق الرسمية طوال عام 2023 في حدود 4.80 دينار ليبي، لكنه أرتفع بشكل كبير في السوق الموازية إلى أن تجاوز الـ6 دينارات.
وقال خبراء اقتصاديون أن الإنفاق العشوائي والمبالغة في المصروفات لحكومة الوحدة هي من الأسباب الأساسية في ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الدينار الليبي، إلى جانب استحواذ تجار السوق الموازية على العملة.
ويثير ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الدينار قلقاً شعبياً في ليبيا ومخاوف من انعكاس ذلك على أسعار السلع الأساسية في الأسواق وزيادة تكاليف معيشة المواطن بصفة عامة.
ويقول مراقبون أن بعض المواطنين الليبيين بدأوا يتجهون إلى الاحتفاظ بالدولار الأمريكي بدلاً من الدينار لضمان حفظ قيمة مدخراتهم، وهو ما يزيد الضغط على طلب العملة الأجنبية وبالتالي سيرتفع سعرها بشكل أكبر في السوق الموازية.
